يحظي شهر رمضان بمحافظة الغربية بمنزلة ومذاق خاص, حيث يحافظ الأهالي علي ممارسة عادات وتقاليد تاريخية ومتأصلة خاصة بالقري الريفية حيث تحلي اللمة وتجتمع العائلات علي مائدة الإفطار الجماعي داخل كل منزل في جو من البهجة, وتأتي من أبرز الطقوس الرمضانية حرص العمد والمشايخ علي دعوة كبار العائلات ومن بينهم الشباب والمثقفون للإفطار في أيام رمضان للجلوس ومناقشة المشكلات والبحث عن حلول لها وعقد جلسات عرفية للصلح بين المتخاصمين وإحياء الليالي الرمضانية والاستمتاع بتلاوة القرآن والإنشاد الديني وتنظيم موائد الرحمن لاستقبال الفقراء وعابري السبيل والضيوف. ويقول بسيوني عبد الحميد عمدة قرية راتب بمركز المحلة: إن شهر رمضان له طعم ومذاق مختلف عن باقي شهور العام حيث اعتاد علي توجيه دعوات لكبار عائلات القرية للإفطار بمنزله وتناول الفتة وصواني البطاطس وطواجن البامية والأرز المعمر, مشيرا إلي أنه يستغل شهر رمضان في عقد جلسات للصلح بين الأطراف المتخاصمة, مؤكدا أن الجميع يحرص علي التسامح في الحقوق بمناسبة الشهر الكريم, كما تتم دعوة الشيوخ لتلاوة القرآن والتواشيح الدينية وسط أجواء روحانية وبعدها يتناقش الجميع في الأعمال الخيرية والاجتماعية التي يتم تنفيذها في القرية. ويضيف درويش عبد السلام, عمدة قرية سامول, أنه يتم تنظيم موائد الرحمن من القادرين, كما يتوجه بعض الشباب بالبلح والعصائر والمشروبات المثلجة للوقوف علي الطريق السريع لتوزيعها علي المسافرين الصائمين وقت أذان المغرب ودعوتهم لتناول الإفطار بموائد الرحمن وبعدها يتم فتح المضيفة عقب أداء صلاة العشاء والتراويح لاستقبال رجال القرية والجلوس حتي موعد السحور يتخلله تناول المشروبات الرمضانية من العرقسوس والتمر هندي والخروب والشاي والحلويات المختلفة من الكنافة والقطايف التي يشتهر بها شهر رمضان كما نحرص علي مناقشة أوضاع القرية واحتياجاتها ويشير مدحت مبروك مدير عام الآثار الإسلامية بالغربية إلي أن من بين التقاليد التي يحرص أهالي الغربية في المواظبة عليها التردد بأعداد كبيرة طوال شهر رمضان الكريم علي المساجد الكبري الشهيرة مثل مسجد السيد البدوي بطنطا والمتولي بالمحلة, حيث تعتبر المساجد الشهيرة ملاذا للصائمين لما تتميز به من طقوس روحانية, فضلا عن الجلوس للاستماع للدروس الدينية التي تعقب كل العصر, بالإضافة إلي المشاركة في إقامة موائد الرحمن لإفطار الصائمين من الفقراء والزائرين كما يتوافد المصلون الذين يحرصون علي أداء صلاة العشاء والتراويح ومنهم من يجلس لحضور الأمسيات والندوات الدينية حتي صلاة الفجر وتناول وجبة السحور وسط سماع آيات الذكر الحكيم والابتهالات والأدعية التي تشتهر بها هذه المساجد في الشهر الكريم.