تفكر الدول الاوروبية جديا أن تنأي بنفسها اقتصاديا و عسكريا عن الولاياتالمتحدةالامريكية بقيادة الرئيس دونالد ترامب الذي يوجه الضربة تلو الاخري للعلاقات مع أوروبا, وبات بالنسبة لهم شريكا خارجا عن السيطرة. وأكدت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل أن الزمن الذي كانت تعتمد فيه أوروبا علي أمريكا لحمايتها قد ولي, وذلك بعدما فوجئت بانتقادات ترامب المتكررة لسياسة ألمانيا الاقتصادية ورفضه لزيادة النفقات العسكرية داخل حلف شمال الاطلنطي( الناتو). ونتيجة لذلك أعلن رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر أن أمريكا لم تعد تريد التعاون مع بقية العالم, مضيفا: وصلنا إلي مرحلة باتت تفرض علينا البحث عن بديل لواشنطن. وفي الإطار نفسه, قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون: لم يعد بإمكاننا القبول بأن يقرر آخرون ماذا نفعل. ومن المتوقع أن يكشف زعماء دول الاتحاد الاوروبي ال28 الاربعاء المقبل في صوفيا عن موقفهم إزاء هذا الملف وذلك عشية قمة مقررة لبحث شئون منطقة البلقان. ويري المحلل الروسي الكسي مالاشنكو ان روسيا التي تعاني من علاقات متشنجة مع الاوروبيين منذ ضمها للقرم يمكن ان تستفيد من هذه التطورات الجديدة للتقرب من الاتحاد الاوروبي. وكشف مسئول في الاتحاد الأوروبي عن ان الرئيس الامريكي خارج عن السيطرة ولا يستمع الي أي رأي آخر. وكتبت صحيفة سوديتشي تسايتونج الالمانية أمس عن ترامب: انه لا يقبل إلا بالذين يخضعون له, وحتي الذين يقبلون بذلك لا يعرفون متي يمكن أن يطيح بهم. وبدأت المخاوف الاوروبية تتصاعد مع إعلان ترامب التخلي عن الاتفاق الدولي حول المناخ, واعتباره ان حلفالناتو بات متقادما. وعلي الفور حذرت ميركل الاوروبيين من أن ترامب لا يمكن التنبؤ بما يمكن أن يقوم به, حتي إنه يتلكأ حتي الآن في تسمية سفير لبلاده لدي الاتحاد الاوروبي في بروكسل. وتأكدت مخاوف ميركل مرة جديدة عندما قرر الرئيس الامريكي فرض رسوم علي واردات الحديد والالمونيوم, وعندما صعد لهجته إزاء الالمان الذين يعتبر أنهم مسئولون عن العجز التجاري الامريكي مع أوروبا.