بعد ان أدي النجم عمرو سعد فيلم المدينة(1999, إخراج يسري نصر الله) كان يتوقع نجاحا عريضا, غير ان الدور الذي اداه كان من الحساسية بحيث ان من ينتبه لمهارة سعد من خلاله قليلون, ومن هؤلاء القليلين يوسف فرنسيس الذي طلب من سعد ان يتعاون معه فورا في فيلم جديد, لم يكتب له أن يري النور, فقد رحل فرنسيس وشيع جثمانه في ابريل2001, بعد ان ترك الحياة صغيرا( كان عمر67 سنة) علي اثر أزمة قلبية دهمته بمدينة الغردقة الساحلية, ودهمت سعد ومحبيه وأصدقاءه بالقاهرة, وكان فرنسيس وقتها يقضي وقتا للراحة والاستجمام من أجل الاستعداد للفيلم. وكان الراحل يستعد للعودة إلي القاهرة, وحين دهمته الأزمة اتصل بالكاتبة عائشة أبو النور التي استدعت علي الفور الدكتور عزيز لطفي اخصائي امراض القلب بالفندق إلي فيللته الخاصة هناك, لكن باءت محاولاته بالفشل ونفذ قضاء الله في الفقيد الراحل. عاش يوسف فرنسيس حياة ثرية مع الفن الصحفي والتشكيلي والسينمائي, امتدت إلي أكثر من40 سنة وبدأت بعد تخرجه في كلية الفنون الجميلة عام1956, وحصوله بعد ذلك علي دبلوم معهد السيناريو ودبلوم معهد السينما. وفي بداية حياته المهنية عمل رساما بمجلة المجانين والمبدعين وفاكهة الصحافة المصرية روزاليوسف عام1958 لمدة عام, ثم اتجه إلي كتابة السيناريو عام1965 بعد ان التحق بأم الصحف في مصر جريدة الأرهرام في عام1964, وظل يعمل بها إلي أن وصل إلي منصب مستشار رئيس التحرير, وفي عام1987 تم تعيينه مديرا للمركز الثقافي المصري بباريس. وقدم يوسف فرنسيس عددا من الأفلام اللافتة للتليفزيون والسينما, ففي عام1974 قدم أول أفلامه للسينما زهور برية من تأليفه وإخراجه, وبعد10 سنوات قدم فيلمه الوحيد الذي حمل طابعا تجاريا, كان ذلك الفيلم هو المدمن من إخراجه وبطولة أحمد زكي, ونجوي إبراهيم, ثم عصفور من الشرق الذي قام ببطولته نور الشريف عن رواية توفيق الحكيم كما شارك فرنسيس في كتابة عدد من السيناريوهات المهمة لأفلام مصرية مثل المستحيل والخيط الرفيع, ومن أهم أعماله التليفزيونية فيلما توت عنخ آمون و حبيبتي من تكون. وكان يوسف فرنسيس من ذلك النوع الذي يمكنه الحصول علي بطولة العالم في محبة البشر بسهولة, وهو الرجل الذي لا يكرهه أحد, ولذلك فقد فاز بمحبة جميع الفنانين والكتاب وكان مشهورا بالطيبة والحساسية والتواضع, رغم ثقافته الراقية( ثقافة ولاد الناس), وبرز ذلك علي نحو خاص في معرضه التشكيلي الأخير الذي أقيم قبل شهر من وفاته, وكان حدثا ثقافيا بمعني الكلمة ومن النادر ان يتكرر لمعرض تشكيلي, كما برزت في رسومه لعدد من الدواوين التي لم تكن شيئا مذكورا لولا رسوماته. عاش فرنسيس حياة أسرية هادئة ومستقرة ومتميزة, فقد تزوج مبكرا مني سراج نائبة رئيس تحرير مجلة أخبار الناس وأنجب منها ولدين وربنا يرحم الجميع.