في كل يوم ألاقي نفسي باسمع كلاما من كل الناس تقريبا بتقول فيه: إن البلد بتتدهور وحالتها بتسوء, والاقتصاد بينهار, والتصدير توقف, والعمل بيتعطل, والمصالح واقفة, وإن المجلس العسكري متباطئ. وإن أهداف الثورة لم تتحقق, وإن الوعود كثيرة والتنفيذ قليل, وإن الناس كلها بقت تقضي ليلها ونهارها علي الفيس بوك لكي تعترض, وبأشوف علي معظم الصفحات مثل هذه الآراء دي.. ناهيك عن المكلمة التي لا تنتهي من الإعلام.. تسمع برنامجا يتحدث عن الجيش, وبرنامجا عن الإخوان, وثالثا عن السلفيين, ورابعا عن الحكومة وخلافه عن الشباب, والدستور, والانتخابات, وانتشار البلطجة, وسبل استعادة الأمن. هذا يصيح وآخر يطيح ورابع يشجب وخامس يندد وسادس يستنكر.. وفي النهاية لا نصل إلي شيء ونظل ندور في حلقة جدلية مفرغة.. كل هذا يحدث بينما البلطجة والانفلات الأمني يلتهمان الشارع.. ومعدلات الفقر تتزايد.. والأنكت من كده أننا نبدو وكأننا مبسوطون بالجرائم اليومية التي لا تنتهي نعرضها وبالتفاصيل وبعدين نقول دول لعنة الله عليهم فلول الحزب الوطني والعياذ بالله. طيب ما تيجوا نتجمع ونشوف زي ولاد البلد ونعرف فيه إيه بالضبط, ومين دول اللي عاوزينا نفضل في هذه الدوامة, وكيف نتصدي لمحاولاتهم حتي ننتهي مما نحن فيه.. ولا أنتم عاوزين تجبرونا علي أن نبقي محلك سر, وعلي أن يبقي الانفلات الأمني مستمرا حتي نبوس إيد الشرطة لكي تعود كما كانت بنفس البطش والجبروت, ونترحم علي أيام مبارك ونقول: ياريت اللي جري ما كان. وهل يعقل أننا جميعا لا نجد حلا ولا نتفق علي قضية أو مخرج حتي نبدأ البناء تقديرا لدماء شهداء ثورة25 يناير المجيدة؟ إذا كان الحال هكذا طيب فعودوا جميعا إلي صفحات الحب والإهداءات والجنس والإباحية والهجص الفاضي.. وقولوا بأعلي صوتكم الله يرحم أيامك يامخلوع. بدران محمود