بدلا من ممارسة الولاياتالمتحدة لعبة التهديد والتلويح بالفيتو ضد مشروع قرار غير ملزم للجمعية العامة للأمم المتحدة يطالب بالاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة بشكل أكثر فجاجة... في كل مرحلة من المراحل الحاسمة للصراع العربي الإسرائيلي عليها التعاطي بايجابية مع التحرك الفلسطيني للحصول علي اعتراف دولي بدولة فلسطينية مستقلة, فالتلويح بالفيتو يعني ان إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما لاتدرك طبيعة المتغيرات الراهنة في الشرق الأوسط عقب ثورات الربيع العربي وبعد ان اصبحت قوة الشعوب تحسم الحاضر والمستقبل السياسي والاقتصادي بعد الثورتين المصرية والتونسية فلماذا التعاطي الأمريكي والأوروبي السلبي مع الخطوة الفلسطينية بشأن إعلان دولة فلسطينية علي حدود1967 وعاصمتها القدسالشرقية. لعبة الفيتو تؤكد بها إداراة اوباما انحيازها لإسرائيل لكنها لعبة سلبية, خاصة ان هناك دولا ومعظمها من امريكا اللاتينية اعلنت اعترافها بالدولة الفلسطينية. والأفضل ان التعاطي الايجابي, خاصة ثورات الربيع العربي يضع القضية الفلسطينية في مقدمة القضايا, فاستعادة الكرامة والعدالةالوطنية التي اطلقتها تلك الثورات لن تتحقق إلا اذا استعاد العرب كرامتهم وحريتهم بإنهاء50 عاما من الاحتلال الإسرائيلي وتحققت العدالة الانسانية لأكثر من4 ملايين لاجئ فلسطيني في أكبر مأساة ومعاناة لشعب, ولاطول نزاع وصراع شهده ومازال يشهده العالم في الوقت الراهن. التعاطي بايجابية يأتي حاليا من خلال تحركات داخلية تقوم بها شخصيات إسرائيلية مثل يوسي الفر, المدير السابق لمركز جافي بجامعة تل ابيب وكليت افيتال, نائبة رئيس الكنيست وسكرتيرة حزب العمل المعارض وشاوت جازيت, منسق الجيش الإسرائيلي في الأراضي المحتلة ورئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية ومارك هيلر, باحث رئيسي مشارك في معهد الدفاع القومي بجامعة تل ابيب, فتلك الشخصيات تؤكد أهمية مبادرة السلام العربية التي تم اقرارها عام2002 وواجهت في الشهور الأخيرة دعوات بالتخلي عن المبادرة وأكدوا علي المبادرة في إدارة النزاع الفلسطيني الإسرائيلي وليس علي التسوية النهائية واحداث انفراجة بدلا من الجمود الحالي وايدوا اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية وبدولة إسرائيل عاصمتها القدسالغربية. ويسعي بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي لاستئناف المفاوضات كخطوة تكتيكية والمفاوضات المتوقفة منذ عام1983 والعودة إلي الدائرة المفرغة اعتمادا علي تداعيات الفيتو المحتمل استخدامه من قبل الراعي والحامي الأمريكي. وخلال السنوات الثلاث الأخيرة ورغم الانقسام الفلسطيني بين فتح في الضفة وحماس في غزة, فإن الفلسطينيين طوروا بدائل تكتيكية علي أمل تحسين الموقف التفاوضي مع إسرائيل والحصول علي اعتراف دولي لاي تحرك لهم, في الوقت الحالي منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي للفلسطينيين في المحافل الدولية وتتمتع مع الفاتيكان والاتحاد الأوروبي بصفة مراقب في الأممالمتحدة ولان فلسطين دولة محتلة فمسموح لها فقط في حضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة والمشاركة في المراحل الاجرائية لاي تصويت دون الادلاء بصوتها وتسعي السلطة الفلسطينية لتطوير دورها علي غرار الاتحاد الأوروبي الذي يتمتع بحقوق اضافية مثل المشاركة في مناقشات الجمعية وإثارة الملاحظات وتوزيع الوثائق وممارسة حق الرد وكلها حقوق اقل من العضوية وقد منحت فلسطين صفة مراقب في عام1974 عبر القرار3237 في عام1988 وتم السماح لها بإجراء اتصالات مع الأعضاء وفي عام1998 حصلت علي حق المشاركة في المناقشات العامة كما حصلت علي بعض الامتيازات الأخري. والاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية لايمثل سوي انتصار رمزي لانه لايعني انهاء الاحتلال الإسرائيلي ولن يغير من طبيعة هذا الاحتلال ولا من ممارساته الوحشية والاستفزازية وهو ما يعكس الشكوك الفلسطينية وكل ما يأمله الفلسطينيون هو الحصول علي حد ادني لاستئناف المفاوضات عبر تجميد ولو مؤقت للاستيطان والاعتراف بحدود1967.