يعد نهرالنيل شريان الحياة لأبناء مصر كافة من شمالها إلي جنوبها حيث يفيض بالخير علي ضفافه منذ آلاف السنين ويعد المصدر الرئيس لتغذية محطاة مياه الشرب وري الأراضي الزراعية المنتشرة علي جانبيه إلا أنه يأن حاليا تحت وطأة التلوث الشديد الذي يتسبب في إصابة العديد بالأمراض منها الفشل الكلوي والكبدي والسرطانات خاصة في سوهاج التي يشطرها النهر إلي نصفين بطول نحو110 كم من قنا جنوبا حتي حدود أسيوط شمالا مما يمثل تهديدا مباشرا لصحة المواطنين ويؤثر بالسلب علي الثروة السمكية التي تعد مورد رزق للكثير من الأسر التي تعمل في مهنة الصيد. ومحافظة سوهاج تقع معظم قراها ومراكزها ومدنها علي شاطئ نهر النيل, الأمر الذي استدعي قيام إدارة حماية النيل بسوهاج باتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه المخالفين الذين يتعدون علي نهر النيل وجسوره طبقا للقوانين المنظمة لذلك ليكونوا عبرة لغيرهم. في البداية يقول علي عبد العال موظف إن نهر النيل أصبح في حالة يرثي لها فبعد أن كان يحظي بالقداسة لدي المصريين القدماء ويقيمون الاحتفالات له حتي يفيض بالخير عليهم أصبحنا اليوم نلقي كافة المخلفات به حتي أكياس القمامة ومخلفات المباني دون أدني اعتبار لأهمية هذا المجري المائي الذي يعتبر شريان الحياة لكل مواطن علي أرض مصر. وأضاف أيمن عامر( صياد) أن مصدر رزقه الوحيد يعتمد علي صيد الأسماك وبيعها وعدم وجود أسماك بالنيل بسبب موتها من الملوثات التي يتم إلقاؤها فيه أو عزوف الأهالي عن شرائها بحجة تلوثها يهدد حياته وأسرته جميعا بالضياع والتشرد. ويشير الشيخ إبراهيم قاسم أن الدين الإسلامي ينهي عن تلويث المياه من منطلق حرصه علي طهارة الماء ونظافته وتنزيهه من النجاسات ولو بطريق الخطأ حتي لا يكون الماء سببا في انتشار الأمراض لأنه مصدر الحياة حيث يقول تعالي( وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون) كما أكد أهميته لكافة المخلوقات في قوله تعالي( أفرأيتم الماء الذي تشربون أأنتم أنزلتموه من المزن أم نحن المنزلون). وأكد المهندس عبدالمسيح عياد مدير عام الإدارة العامة لتطوير وحماية النيل بسوهاج أن الإدارة تقوم باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة تجاه المخالفين الذين يتعدون علي نهر النيل وجسوره طبقا للقانون رقم48 لسننة1982 ولائحته التنفيذية ومتابعة أي مصادر تصرف علي نهر النيل صادر لها ترخيص حيث يتم أخذ عينات دورية وعينات فجائية بمعرفة وزارة الصحة وفي ضوء نتيجة العينات تقوم الإدارة باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ويطالب وسائل الإعلام بتوعية المواطنين بأهمية الحفاظ علي نهر النيل لأنه شريان الحياة. اكد الدكتور محمد توفيق رئيس قسم الجغرافيا بجامعة سوهاج وأستاذ الجغرافيا الطبيعية أن أي خطر يهدد نهر النيل ينعكس علي جميع المصريين باعتباره المصدر الأول لمياه الشرب وتشير الدراسات إلي أنه كلما تقدم نهر النيل شمالا زادت معدلات التلوث وداخل الأراضي المصرية تزداد هذه المعدلات كلما اتجهنا نحو الدلتا ومصادر التلوث متعددة أخطرها الملاحة النهرية التي تتخلص من مخلفاتها بنهر النيل ثم مخلفات المصانع وشبكات الصرف الصحي واستخدامات معظم سكان الريف بالقري التي تقع علي النيل بإلقاء الحيوانات النافقة وغيرها والأخطر أنه يتم التخلص من بعض المبيدات داخل النيل. ويقول المهندس صابر البركاوي رئيس الإدارة المركزية للري بسوهاج إن الإدارة تقوم بتنفيذ القانون48 لسنة1982 في شأن حماية نهر النيل والمجاري المائية من التلوث وحظر صرف أو إلقاء المخلفات بكافة أنواعها من العقارات والمحال التجارية والمنشآت الصناعية والسياحية والتجارية ويتم عمل محاضر مخالفة وإحالة المخالفين للنيابة.. مضيفا أن الإدارة تقوم كذلك بتطبيق أحكام القانون رقم12 لسنة84 بشأن التعدي علي أملاك الري والمجاري المائية وتحرير محاضر للمخالفين وإزالة المخالفات بشكل فوري. ومن جانبه أكد اللواء المهندس محمد بدري محمدين رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحي بسوهاج أن الشركة تنظم عددا من الأنشطة بهدف رفع الوعي المائي لدي المواطنين للحفاظ علي مصادر مياه الشرب السطحية والارتوازية والحفاظ علي المياه المهدرة من خلال عدد من الأنشطة تشمل ندوات توعوية ورحلات تعريفية بعدد من مدارس الحكومية والخاصة والأزهرية في جميع مراكز المحافظة هذا بالإضافة إلي تنفيذ ندوات لطلاب الجامعة والمعاهد بسوهاج.