طالب التحالف العربي من أجل دارفور القمة العربية التي ستعقد بمدينة سرت الليبية في نهاية مارس الحالي, بالاهتمام بالأوضاع في السودان ككل والأزمة الإنسانية في دارفور بوجه خاص وخاصة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر اجراؤها في10 ابريل المقبل والاستفتاء علي مستقبل السودان ومفاوضات السلام الشامل في كل من دارفور والسودان بوجه عام وما يتلوها من عمليات إعادة البناء والتنمية في الإقليم والسودان عموما. وأكد المشاركون في بيان عقب مؤتمر شهدته مدينة بوزنيقة المغربية وشاركت فيه70 منظمة غير حكومية أن العنف لايزال مستمرا في دارفور, حيث يعيش النازحون للعام السابع في المعسكرات ومازال4,7 مليون متضرر في حاجة للمساعدة, فقد أكدت الأممالمتحدة بداية هذا الشهر أن العنف وانعدام الأمن لا يزال سائدا في ولايات دارفور الثلاث نتيجة للاشتباكات بين قوات الحكومة والحركات المسلحة, والاشتباكات بين الحركات المسلحة فيما بينها ولا تزال أعمال الخطف مستمرة.وقد نتج عن العمليات العسكرية في جبل مرة نحو40000 نازح جديد, مع تعذر الوصول للمتضررين وأن ما يقدر بمائة ألف شخص لا يجدون الخدمات الأساسية في شرق الجبل. وقال البيان إن هذا العام جنوب السودان هو الأسوأ من حيث اندلاع أعمال العنف منذ توقيع اتفاقية السلام الشامل في عام2005 وقد نتج عن هذا العنف موجة جديدة من النزوح تقدر بنحو36000 نازح, مع ارتفاع عدد الذين يواجهون نقص الغذاء هذا العام بنحو4,3 مليون شخص, فجنوب السودان لم يستفد من عملية السلام بعد, ولايزال نحو90% من النساء يعانين من الأمية, وطول الطرق المرصوفة لا يزيد علي60 ميلا في كل أنحاء الإقليم. وحذر هذا العام من أي أوهام تتعلق بانتهاء الحرب في دارفور فالعنف والبؤس مستمران في دارفور وفي تزايد مطرد في الجنوب. ودعا البيان القمة العربية الي المطالبة بضرورة اجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية السودانية في شفافية وحرية ونزاهة والتزام جميع الأطراف, خاصة السلطات الحكومية, باحترام إرادة الناخبين ودعم جهود مراقبة الانتخابات محليا وإقليميا ودوليا وتسهيل مهمة المراقبين وتهيئة المناخ المناسب لاجرائها بعيدا عن التهديد والعنف. وناشد البيان حكومة الوحدة الوطنية وحكومة جنوب السودان استكمال المتطلبات القانونية والسياسية لاجراء الاستفتاء المنصوص عليه في اتفاقية السلام الشامل كما يدعو جميع الأطراف الإقليمية والدولية الي احترام إرادة أهل جنوب السودان بغض النظر عن نتيجة الاستفتاء.ورحب المؤتمر بالجهود المبذولة من جميع الأطراف الدولية والإقليمية والعربية لإحلال السلام في السودان ودعم اتفاقية السلام الشامل ويناشد طرفي الاتفاقية احترام بنودها والتعاون بشفافية من أجل استكمال المرحلة النهائية.وثمن جهود جميع الأطراف والوسطاء الإقليميين والدوليين وعلي رأسهم الوسيط المشترك للاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة وحكومات قطر وليبيا وتشاد ومصر لدعم العملية السلمية في الإقليم, ويعرب المؤتمر عن قلقه من روح التنافس التي لاحظها المراقبون بين هؤلاء الوسطاء ويدعوهم الي تنسيق الجهود من أجل انهاء معاناة المدنيين في دارفور. وأكد ضرورة أن تكون عملية السلام في الإقليم شاملة وتضم جميع الفصائل الدارفورية والأخذ بعين الاعتبار مطالب الدارفوريين العادلة, والضغط علي جميع الأطراف للانضمام الي الاتفاقية مع وضع ضمانات لتنفيذها في أسرع وقت. ودعا المؤتمر القمة العربية الي تفعيل توصيات تقرير لجنة حكماء إفريقيا الخاص بالسودان والوضع في دارفور وايجاد آليات عملية لتنفيذ هذه التوصيات, خاصة دعم استقلال القضاء السوداني وانشاء المحكمة المختلطة وفق أفضل الممارسات الدولية خاصة ضمان استقلالها وعدم خضوع أحكامها للمراجعة المحلية, وانشاء لجنة للحقيقة والمصالحة, ومحاسبة كل من ارتكبوا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور, مهما كانت صفاتهم أو هوياتهم وتطبيق برنامج لجبر الضرر والإصلاح الجذري للمؤسسات الخاصة بانفاذ القانون. وشدد المؤتمر علي رعاة عملية السلام في دارفور, وبالأخص القمة العربية, الي ضرورة احترام حقوق الضحايا من المدنيين العزل والعمل علي إعادة إعمار الإقليم وإعادة توطينهم في قراهم التي هجروها بسبب النزاع وتمليكهم الأراضي والإسراع في عمليات التنمية في الإقليم وطالب المؤتمر القمة العربية بأن تكون القري النموذجية تعبيرا عن احتياجات أهالي دارفور الحقيقية بعيدا عن الأهداف السياسية والإعلامية والتأكد من تحقيق التوازن المناسب بين الاحتياجات الإنسانية والإعمار والتنمية وعودة النازحين الي قراهم وفقا لآليات القانون الدولي وضمان توفير الخدمات الأساسية لهم وتعويضهم عن كل الأضرار التي لحقت بهم جراء الاعتداءات عليهم. وطالب المؤتمر جميع مؤسسات الاغاثة الإنسانية العربية الي الإسراع في إغاثة الضحايا اعتمادا علي تقدير حقيقي ومحايد للاحتياجات وتطبيق مبدأ الجودة في تقديم الخدمات والإعلان بشفافية عن حجم المتضررين المستحقين لهذه المعونات وإعدادهم من خلال تقارير مستقلة ومعلنة تصدر دوريا وبصفة منتظمة. ودعا القمة العربية الي أن تطالب حكومة جنوب السودان للقيام بمسئولياتها لاحتواء العنف الأهلي في الجنوب وبطالب حكومة الوحدة الوطنية وبعثة الأممالمتحدة في السودان بمساعدة حكومة الجنوب في حماية المدنيين والتصدي لعمليات جيش الرب التي راح ضحيتها المئات من المدنيين خلال العام الماضي, خاصة في المحافظات الاستوائية.