تفاجئك دوما بمحتوي فني مختلف وشخصية درامية مغايرة يتعايش معها الجمهور ويتفاعل مع تفاصيلها.. تنتمي إلي فصيلة الكبار بمشوار فني مهم ومؤثر.. أكثر من40 فيلما سينمائيا أبرزها كف القمر وحين ميسرة والليلة الكبيرة والتحويلة, وأكثر من80 مسلسلا تليفزيونيا أهمها الدالي والملك فاروق وشط إسكندرية وكاريوكا وابن الأرندلي وجبل الحلال وشطرنج.. وفي كل تلك الأعمال كانت تتبدل ملامحها وتفاصيلها ويتغير جلدها حتي بات الجمهور يتعامل معها من جديد في كل دور.. وآخر تلك الأعمال كان مسلسل الطوفان. عن الطوفان وجديدها كان الحوار مع وفاء عامر.. من وجهة نظرك لماذا حققت شخصية منيرة في مسلسل الطوفان كل هذا النجاح مع الجمهور؟ السبب وراء نجاح شخصية منيرة أنها قريبة جدا من كل ست مصرية, هي موجودة في كل بيت, فهي الأم والأخت وبنت الخالة وابنة العمة التي تحتوي الجميع, ويشعر كل من حولها بقربها ودفئها. هل أرهقك تجسيد تلك الشخصية؟لم ترهقني فقط بل وجعت قلبي من المعايشة الحية للشخصية, فشعرت أنها أنا في كثير من الأوقات. هل نجاح مسلسل الطوفان يعود إلي تشابه أحداثه مع أحوال المجتمع المصري؟ أكيد طبعا, لأن كل شخصية في هذا المسلسل تتشابه مع نماذج حولنا ليس في المجتمع المصري وحده بل والعالم العربي أيضا, ففكرة الخير والشر ستظل رفيقة الإنسان حتي مماته, لذلك حقق المسلسل نجاحا كبيرا بسبب تعاطف المشاهدين مع بعض الشخصيات وكرههم للبعض الآخر. وما هي أصعب المواقف التي واجهتها خلال مسلسل الطوفان؟ كل المشاهد صعبة وأرهقتني جدا, خاصة مع الفنانة الجميلة روجينا وكذلك مع آيتن, وأصعبهم كان مع الأم العظيمة نادية رشاد, ولكن مشهد موت الأم هو أكثرهم صعوبة لذلك أحدث ضجة غير متوقعة لدي المتفرجين. هل كنت تتوقعين هذا النجاح الكبير الذي حققته في الطوفان؟ شعرت منذ اللحظة الأولي بنجاحه بشكل كبير, وإلا ما تمسكت بالدور إلي هذه الدرجة, والحمد لله النتائج كانت مبهرة وفاقت توقعاتي, فمعياري الوحيد في اختياري للأدوار هو قلبي, ولو لم أشعر بالنجاح فالانسحاب يكون قراري. وكيف كان التعاون مع المخرج خيري بشارة؟ أكن له كل الحب والاحترام وسعيدة بالوقوف أمام كاميراته للمرة الثانية في مشواري الفني فهو أستاذي الذي أتعلم منه الكثير, ولا أنسي أنه كان متمسكا بي لتأدية دور منيرة والتجربتان اللتان قدمتهما معه كانتا السبب في تغيير نظرة المنتجين والنقاد لي ولأعمالي. هل أزعجك ترديد الكثير من الجمهور والنقاد أن المسلسل أعاد اكتشافك مرة أخري؟ لم أنزعج من هذا مطلقا بل هو أمر يسعدني, فكل شخصية ألعبها تكون إعادة اكتشاف لي وهذا أكبر دليل علي نجاح الممثل, فقد قالوا عني نفس الحديث بعد فيلم كف قمر ومسلسل جبل الحلال وكذلك عندما قدمت أول بطولة في حياتي جسر الخطر وكذلك الملك فاروق وعفريت القرش, وكلها أعمال تسكن قلبي. وماذا عن دورك في مسلسل السر؟ أقدم في هذا المسلسل شخصية جديدة اسمها غالية وهي ست شعبية وبسيطة جدا وتعمل بائعة للكبدة علي إحدي العربيات, انتهيت من تصوير جزء كبير من مشاهدي فيه, وأعتقد أن هذه الشخصية ستكون قريبة إلي قلب الجمهور أيضا لأنها تشبه العديد من السيدات في الأحياء الشعبية البسيطة, فتتميز بالجدعنة والخوف علي من حولها والسعي وراء لقمة العيش النظيفة, ولها ولد من ذوي الاحتياجات الخاصة, والمسلسل يتعرض لهذه القضية من جانب كونه رزقا وليس مصيبة. تردد أن المسلسل يرصد حال البلطجة والعشوائيات؟ علي العكس تماما, فالمسلسل يرصد واقع الأحياء الشعبية بعيدا عن صورة البلطجة, فالناس في الحارة يتخانقوا بالليل ويتصالحوا بالنهار ويأكلون مع بعض في طبق واحد. رغم أن زوجك هو المنتج محمد فوزي إلا أن كثيرا من أعمالك بعيد عن إنتاجه, كيف التعامل بينكما؟ هو أستاذي الأول فهو مكتبة من المعلومات والثقافة والمحبة والتفاني, وحتي ولو لم ينتج لي أي عمل فمجرد وجوده بجانبي دعم لي, وهو دائم الفرح لنجاحي, ودائما ما يردد أن دعمه لي ناتج عن الموهبة التي يراها لدي, وقد تعاونا في أكثر من عمل منها شطرنج والدالي وابن الأرندلي, وكان دعمه لي حتي من قبل زواجنا فأنتج لي جسر الخطر كأول بطولة مطلقة وبعدها تزوجنا, وبعدما شاهد دور منيرة في الطوفان قال لي إنها تشبهني كثيرا مع الفارق الاجتماعي والثقافي, فهي نص منيرة ونص وفاء, فأنا طباخة ماهرة وأحب منزلي. وماذا عن خوضك للسباق الرمضاني المقبل؟ لا أخفيك سرا إنني تلقيت أكثر من عرض لكنها أعمال للأسف دون المستوي الذي أطمح إليه دائما, فمعياري الوحيد في الاختيار هو السيناريو الجيد والدور الذي يظل يتذكرني جمهوري به وأن أكون فخورة بتقديمي له. وماذا عن مشاركتك في فيلم كارما وطبيعة دورك؟ أولا أري أن عودة المخرج خالد يوسف إلي الإخراج بعد انشغاله بالسياسة هي عودة مهمة جدا للسينما لأنها تعتبر توثيقا لحالة نعيشها في الوقت الحالي, وأقدم في الفيلم دورا صغيرا كضيفة شرف, وسعيدة جدا به وأتمني أن ينال إعجاب الجمهور. وما الجديد سينمائيا خاصة أننا علمنا أن هناك أكثر من مشروع جديد؟ هناك مشروعان, الأول بطولة الفنان أحمد آدم وأقدم فيه شخصية سيدة حصلت علي الدكتوراه في الإعلام ولكنها متخبطة الآراء حول السياسة والدولة والمجتمع ودائما ما تفصح عن تلك الآراء, لكن تنقلب حياتها رأسا علي عقب بعد اختطاف ابنها ويتغير مسار الأحداث, أما الفيلم الثاني مازال في مرحلة الكتابة حتي الآن. قدمت العديد من الأعمال مع شقيقتك الفنانة آيتن وأخيرا كان مسلسل الطوفان, هل العمل معها له مذاق مختلف؟ آيتن أصبحت من أهم النجمات في الوقت الحالي, فهي ممثلة تقيلة وأعمل لها حسابا عندما أقف أمامها, فهي تحب شغلها وتحترمه وتحترم أساتذتها ومن هم أكبر سنا منها, وطبيعي أن يكون العمل معها له مذاق وطبيعة مختلفة. لماذا توقفت عن استكمال مسلسل هجرة الصعايدة؟ للأسف هذا المسلسل يواجه العديد من المعوقات التي ليست بيدي أو بيد شركة الإنتاج وحتي الآن لا نعرف السبب وراء ذلك, وهو مسلسل كبير وضخم أتمني خروجه للنور. ما هي أمنياتك في عام2018 ؟ أتمني لمصر الخير والسلام والأمان, وأن نختلف داخل وطن وألا نتفق داخل مخيمات, وأن يعم السلام العالم أجمع, وأن الدم لا يكون له لون في الشارع المصري ولا الوطن العربي, لأن مصر هي القلب والأم والصدر الحنين الذي يجمعنا جميعا.