أكد وزير الثقافة د.عماد أبو غازي أنه لانية لإلغاء مشروع مهرجان القراءة للجميع هذا العام, وعلي خلفية هذا أعلن عدد من المثقفين تمسكهم بالمشروع شريطة أن تتم مراجعته بشكل كامل. وإعادة تشكيل لجنته الاستشارية من خلال شخصيات تتسم بالمصداقية وإتاحة مساحة للمبدعين الشباب والكتابة الجديدة. وقال الكاتب: مكاوي سعيد لانريد أن نبخس المشروع حقه, فقد كان له دور مهم, لكنه مليء بالفساد, فكانت الكتب تصدر لناس بعينها, ومضمونها في النهاية هو مجموعة من المقالات خالية من أي فكرة, لكنها صدرت لمنح أسماء معينة أجورا عالية لايستحقونها ولكن يأخذونها بمناصبهم,لافتا إلي أن كل ما نأمله هو أجور عادلة علي الأعمال المنشورة, وتنقية المشروع من الفساد, علي مستوي الفكر لأن مضمون الكتب كان به مشاكل كبيرة, إذ كانت لاتخاطب الفئة المستهدفة منه. وأضاف مكاوي: لابد من تطهير المشروع علي المستوي الإداري أيضا, من حيث وضع معايير واضحة وثابتة للأجور, والمساواة بين دور النشر, موضحا أن النشر بالمشروع كان يقتصر علي دور بعينها, ويتم إهمال دور النشر الاخري الصغيرة رغم ماتصدره من كتب جيدة, ولابد أن يتم هذا الاختيار من خلال لجان تتمتع بالشفافية. ومن جانبه قال الكاتب سعيد الكفراوي: لم تكن سوزان مبارك مسئولة عن مشروع القراءة للجميع بالشكل الذي يتصوره البعض,فهي كانت مسئولة عن جلب تمويل للمشروع من هيئات وأشخاص, مشيرا إلي أنه وجب علي الثورة أن تجد أشخاصا أصحاب مصداقية ومرجعية واضحة, لجمع هذه الأموال لكي يستمر هذا المشروع العظيم, الذي جاء في زمان تندهش لوجوده فيه, فلابد أن يستمر المشروع تحت شعار القراءة للفقراء, بهذا السعر الرمزي, وتوصيل الثقافة لتكوين مكتبة بكل بيت لتقدم للمجتمع الوعي لليوم وغدا. وقال الكفراوي: أنا أقدر هذا المشروع جدا وأثني عليه لأننا قرأنا من خلاله أمهات الفكر العالمي, والإنتاج الأدبي والفلسفي المصري والعربي, متمنيا ألا يسقط المشروع في زحمة مانعيشه من مشاكل ويستمر, وسوف يتعاون الكتاب, لكي يستمر حتي ولو أعطوا إنتاجهم بغير مقابل. فيما أكد د. محمد بدوي استاذ النقد الأدبي بجامعة القاهرة أنه لابد أولا إبعاد الهيئة الاستشارية للمشروع, لأنهم كانوا من رجال النظام القديم, كما أن أفكارهم وقفت عند مرحلة معينة ولم تتطور, مع كل الإحترام لهم, لذا من الضروري تكوين لجنة يتمتع أفرادها بروح المتغيرات الجديدة في الواقع المصري وأن تعبر عن نبض جديد ومنطق مابعد25 يناير. فيما أكد الروائي طارق إمام أن مشروع القراءة للجميع مشروع تنويري حقيقي, وهذا الشق التنويري لابد أن يعمل بجدية هذه الفترة ويهتم أكثر بالتثقيف السياسي, بجانب اهتمامه بالأدب والكتب الفكرية, لأن الجمهور يحتاج الآن لفهم السياسة, التي ظلت لفترة طويلة من المقدسات التي لايمكن المساس بها, لافتا إلي أن المشروع كان يهتم بدور نشر واحدة لاتتغير بناء علي المحسوبيات, لذا لابد أن يتغير هذا, لأن السنوات الأخيرة من المشروع تشبه المعونة لدور النشر الخاصة, مما جعلها في احتياج دائم له وأفقدها جزءا من استقلاليتها. وأضاف إمام: يجب الالتفات للجيل الجديد من الكتاب وأن يكون لهم وجود بالمشروع, لكي يتم قراءتهم علي نطاق واسع, هذا الجيل الذي صنع الثورة وهو الأساس في المشهد الآن. ومن جانبه: قال القاص محمد عبد النبي من الطبيعي ان نتمني استمرار المشروع, لكن في الوقت نفسه نتمني أن يستمر بقوة, لذا يمكن أن نتوقف لبعض الوقت كي نراجع المشروع كاملا بسلبياته وإيجابياته وفي اعتقادي أن المشروع كان به كم من الفساد غير عادي, إذ كان جزءا من نظام الدولة السابق. لذا تأتي لحظة التوقف لمراجعة العناوين وطبيعتها, ومراعاة مايجب نشره ليتناسب مع المرحلة الحالية, فلا توجد عصا سحرية يمكن ان تصيغ المشروع في شكل جديد في لحظة, لذا وجب التأني رغبة في أن يلعب المشروع دوره الحقيقي.