إنها من الفنانات اللاتي حظين باهتمام لا يتناسب مع حجم ما قدمن من فن, وبالنظر إلي أفلامها سنجد انها لا تصل إلي العشرين فيلما, كما أن المهم منها لا يزيد علي ثلاثة, أولها ليلي بنت الصحراء(1937 , إخراج بهيجة حافظ) وذلك لأسباب تاريخية. والثاني سلامة في خير(1937, إخراج نيازي مصطفي) وذلك لأسباب تتعلق بنجيب الريحاني, والثالث رصاصة في القلب(1944, إخراج محمد كريم) وكان ذلك هوالفيلم الوحيد الذي تركت له فيه بصمة تذكر, وذلك عن طريق دويتو حكيم روحاني الذي غنته مع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب, وربما كانت البصمة في الأداء أكثر منه في الطرب, فقد تحول الأداء في بعض الأحيان إلي الكوميدي. لكن الاهتمام براقية يعود إلي موقفها السياسي, فمن المعروف أن هذا ليس اسمها, وأن اسمها الحقيقي راشيل ابراهام ليفي, وأنها, وشقيقتها نجمة ابراهيم يهوديتان, شأنهما شأن الكثير من أهل الفن في الثلاثينيات والأربعينيات. وعندما قامت ثورة يوليو, لم يعد لليهود مكان في مصر, لاسيما بعد العدوان الثلاثي علي مصر, وفي حين اختارت نجمة شقيقة راشيل أن تحافظ علي مصريتها وتبقي, فإن راقية تركت مصر وهاجرت إلي الولاياتالمتحدةالأمريكية, واتخذت موقفا معاديا لمصر حكومة وشعبا, وداعما لاسرائيل حكومة وشعبا. وقريبا ستحل راقية, المولودة في مثل هذا اليوم من عام1919 والتي مازالت تعيش حتي الآن, ضيفة علي مسلسلين, أولهما يكتبه رفيق الصبان عن حياتها, والثاني كتبه المؤلف الإذاعي الدكتور محمود علي فهمي, وبطلته ليست راقية, بل عالمة الذرة المصرية سميرة موسي التي يتهم البعض راقية بالضلوع في قتلها, ويأتي ذلك ضمن احداث المسلسل الذي يكتبه فهمي عن عالمة الذرة التي اغتالها جهاز الموساد في أمريكا, وبالبحث في الوثائق التي تتناول حادث موتها, اكتشف عدة أسرار ومفاجأت, منها أن سميرة موسي قد ارتبطت بعلاقة صداقة قوية مع الممثلة راقية ابراهيم, وأن هناك شكوكا قوية تشير إلي أن راقية ابراهيم هي من أرشدت الموساد عن منزل موسي, بل ونقلت إليهم حرفيا مواعيد وجودها في المنزل, خاصة أنها كانت تعيش وحدها, وسهلت لهم معرفة خريطة المنزل, حتي يمكنهم الهرب بمجرد الانتهاء من مهمتهم دون كشف أمرهم, خاصة أن وجودهم سيؤدي إلي أزمة في حالة اكتشافهم. لكن الغريب بعد عن كل هذا, هو أن راقية أو راشيل أو أيا كان اسمها لم تعمل بالفن منذ غادرت مصر, لا في هوليوود ولا غيرها, مما يدلل علي عدم موهبتها الفنية الحقيقية, ولو كانت لديها ذرة من فن, لاستغل الصهاينة هذه الذرة لتحويلها إلي نجمة عالمية, لكن ما حدث هو أن راقية عملت في العمل الذي تفهم فيه, السياسة, حيث التحقت بعدة مكاتب تابعة للأمم المتحدة, تروج لإسرائيل وتعمل في خدمتها كمواطنة من تل أبيب.