حذرت مصر من ضياع فرص السلام في الشرق الأوسط, وذلك في ضوء قرار محتمل للولايات المتحدة بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل, ونقل السفارة الأمريكية لها, وشدد الرئيس عبد الفتاح السيسي, خلال اتصال هاتفي تلقاه من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مساء أمس, علي ضرورة الحفاظ علي الوضعية القانونية للقدس في إطار المرجعيات الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة, مؤكدا موقف مصر الثابت بشأن الحفاظ علي هذه الوضعية. وأكد الرئيس السيسي, خلال الاتصال الذي تناول القرار الأمريكي المزمع اتخاذه بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها, ضرورة العمل علي عدم تعقيد الوضع بالمنطقة من خلال اتخاذ إجراءات من شأنها تقويض فرص السلام في الشرق الأوسط. يأتي ذلك فيما كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية, أمس عن الخطوات التي سيتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب, بخصوص القدس, اليوم. ونقلت الصحيفة عن مصادر في الإدارة الأمريكية قولها, إن ترامب سيوقع علي الأمر التنفيذي الخاص بتأجيل نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة لمدة6 شهور, لكنه سيعلن اعتراف الولاياتالمتحدةبالقدس عاصمة لإسرائيل. في سياق متصل, توالت ردود الفعل الدولية الرافضة لتحركات ترامب, وأكدت الأممالمتحدة أن الأمين العام أنطونيو جوتيريش يعارض أي تحرك من جانب واحد يخص القدس, وأن مثل هذا التحرك من شأنه أن يقوض حل الدولتين للصراع الفلسطيني الإسرائيلي, وأن اعتبارنا علي الدوام أن قضية القدس تتعلق بالوضع النهائي, وأنه يتعين أن تحل من خلال المفاوضات المباشرة بين الجانبين واستنادا إلي قرارات مجلس الأمن ذات الصلة, وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة ستيفان دوجاريك إن الأممالمتحدة بانتظار إعلان رسمي من جانب الرئيس الأمريكي. من جانبها حذرت حكومة الوفاق الوطني الفلسطينية من مخاطر وتداعيات نقل السفارة الأمريكية إلي القدس, ودعا المتحدث الرسمي باسم الحكومة يوسف المحمود, في بيان, مساء أمس, إلي التراجع عن محاولات تحقيق أي نوايا في هذا الاتجاه, نظرا لعدم شرعيتها ولمخاطرها علي المنطقة وعلي العملية السياسية, وعلي مجمل عملية السلام. في غضون ذلك, قالت حركة فتح, إن الموقف الأمريكي انتهاك خطير لكل القرارات الدولية, وتجاوز لجميع الخطوط الحمراء, التي من شأنها توتير المنطقة بأكملها, وقال الناطق باسم الحركة, عضو مجلسها الثوري أسامة القواسمي, مساء أمس, إن نقل السفارة الأمريكية إلي القدس, عدوان واضح علي حقوق الشعب الفلسطيني, ويؤكد عدم إبقاء واشنطن طرفا في عملية السلام, بل طرفا منتهكا للعملية السلمية في الشرق الأوسط. كما حذر رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في بيان من أن ذلك سيشكل تجاوزا لكل الخطوط الحمراء, واعتبر أن ذلك يشكل تحديا صارخا لكل المواثيق والأعراف الدولية, وسيكون بمثابة إطلاق شرارة الغضب الذي ينفجر في وجه الاحتلال, وفي بيان منفصل, دعت حماس الشعب الفلسطيني بكل فصائله وقواه الحية وشباب الانتفاضة لجعل يوم الجمعة القادم يوم غضب في وجه الاحتلال. وفي سياق متصل صوت مجلس النواب الأمريكي بالإجماع مساء أمس علي مشروع قانون لوقف مساعدات أمريكية للسلطة الفلسطينية طالما واصلت دفع الأموال لعائلات فلسطينيين حكمت عليهم إسرائيل أو اعتقلتهم إثر وقوع اعتداءات ضد مواطنين إسرائيليين وأمريكيين. ويطالب نص مشروع القانون وزارة الخارجية بوقف مساعدات أمريكية للفلسطينيين, إلي حين تأكيد وزير الخارجية أن السلطة الفلسطينية أوقفت دفعات مالية تعطيها لفلسطينيين سجنوا بعد محاكمة أو لعائلاتهم.