احتشد الآلاف أمام مسجد السيدة نفيسة, منذ اللحظات الأولي من صباح أمس, لإلقاء النظرة الأخيرة في وداع معبودة الجماهير شادية والتي غابت عن دنيانا أمس الأول, عن عمريناهز86 عاما بعد صراع طويل مع المرض. وسط تأمين أمني شديد ومكثف بمحيط المسجد بأعداد كبيرة من قوات الأمن وعدد من القيادات بوزارة الداخلية والقوات الخاصة إضافة إلي عدد كبير من الشرطة النسائية لتأمين المكان والموجودين ومنعا من التدافع, استقبل آلاف المواطنين جثمان الراحلة لأداء صلاة الجنازة عليه, وظل الحضور يرددون الشهادة بصوت عال ملأ السمع والبصر. ولم تتمالكالجماهير الغفيرة التي حضرت أنفسهم وانهمرت عيونهم بالبكاء مرددين الكثير من الهتافات رثاء للفقيدة بأحر الكلمات والتي كان من بينها لا إله إلا الله الحاجة فاطمة حبيبة الله, كما حمل بعض المواطنين لافتات كتبوا عليها كلمات وداع ومن بينها خلاص مسافرة وداعا يا أم الصابرين, ووداعا أسطورة الفن الخالدة شادية, كما كانت جريدة الأهرام المسائي حاضرة بقوة في الجنازة, قام أحد الحضور برثاءشادية رافعا صفحةالفن من الجريدة والتي نشر بها صفحة كاملة حول مشوار الفقيدة والتي حمل عنوان شادية.. غاب القمر. التف جثمان شادية, بعلم مصر في رسالة قوية للجميع, أنها كما احتضنت الوطن في حياتها بإسهاماتها الفنية الطويلة وحرصها علي التعبير عن قضاياه, يحتضنها بعد وفاتها معلنا خلودها في عقول وقلوب الجميع ومسجلا اسمها في ذاكرة التاريخ, فتغنت في حب الوطن بأجمل الكلمات ومن أبرزها أغنياتها الشهيرة يا حبيبتي يا مصر, والوطن الأكبر, ومصر اليوم في عيد,وغيرها من الأعمال الفنية والغنائية التي ستظل حية في قلوب الملايين بما سطرته علي مدار مشوارها الفني الطويل. وكان اللافت غياب تواجد الفنانين عن المشهد في الساعات الأولي من وصول الجثمان إلي المسجد, الأمر الذي أثار انتباه الجميع وسط تساؤلات الكثيرين عن سبب التأخير في استقبال الجثمان, حتي وصلت الفنانة شيرين إلي المسجد ولحقها د.أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية, ليتوافد بعد ذلك عدد من النجوم منهم الفنانة رجاء الجداوي ودلال عبد العزيز وياسمين الخيام وشهيرة وإلهام شاهين وبوسي ويسرا والفنانة لبلبة وماجدة زكيوعفاف شعيب وبشري وجميلة عوض ووالدتها والإعلامية بوسي شلبي, وفاروق الفيشاوي وسمير صبري وهاني مهني والإعلامي عمرو الليثي, ونجل الفنان توفيق الدقن وإيمان نجلة الفنان محمد شوقي, إضافة إلي حضور حاشد من الجماهير والأهالي من محبي وعشاق الفنانة الراحلة. كما حرص حلمي النمنم وزير الثقافة علي أداء صلاة الجنازة علي شادية والوقوف في الصفوف الأولي بين المصلين, في الوقت الذي غاب النظام وسادت حالة من الفوضي داخل المسجد نظرا لحالة الازدحام الشديد من المصلين مع تزايد المتوافدين لأداء صلاة الجنازة وهو ما دفع إمام المسجد لطلب فتحالجزء الملحق بالمسجد, لاستقبال الأعداد المتزايدة من المصلين, بعدما امتلأت الساحة الكبيرة ولم يعد بها موضع لقدم. أقامت قوات الأمن حواجز حديدية مع زيادة تدفق أعداد الجمهور والوافدين من الأهالي حرصا علي سلامة الحضور, ولتأمين وصول الجثمان إلي مثواه الأخير بمقابر العائلة بالبساتين لتسكن إلي جوار مدفن الفنان الراحل عبد الحليم حافظ بناء علي وصيتها قبل وفاتها. مع وصول الجثمان إلي مقابر العائلة, أقام الأهالي سرادق عزاء حضره عدد كبير من المشيعين الذين لم يفارقوها حتي واري جسدها التراب, طالبين لها العفو والمغفرة, بينما انصرف النجوم عن الذهاب إلي المدافن مكتفين بأداء صلاة الجنازة عليها. ومن المقرر أن تقيم أسرة الراحلة عزاءهاغدا الجمعة, في مسجد المشير طنطاوي.