تشكل قضيتا الهجرة والإرهاب محور اهتمامات القمة الأوروبية الافريقية الخامسة التي تعقد غدا وبعد غد في أبيدجان بساحل العاج بحضور رؤساء دول وحكومات83 دولة. وأعادت سوء معاملة المهاجرين الأفارقة, قضية الهجرة الأفريقية إلي أوروبا إلي الواجهة, فقد طلب رئيس النيجر محمدو يوسفو بشكل واضح أن تدرج قضية سوء معاملة المهاجرين علي جدول أعمال القمة, مشيرا إلي انه لابد من اتخاذ إجراءات عاجلة ومنسقة بين الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة. ويأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني أمام البرلمان الأوروبي إن وضع المهاجرين في الأشهر والسنوات الأخيرة يشكل مصدر قلق كبير لقارتينا, مشيرة الي انه في الأشهر العشرة أو ال12 الأخيرة, تم العثور علي طريقة للعمل معا بشراكة حقيقية وعميقة يمكنها أن تفضي إلي نتائج مهمة. ويحاول مئات الآلاف من شباب إفريقيا الذين لم تتجاوز أعمارهم25 عاما الهجرة إلي أوروبا كل سنة, بسبب البطالة والفقر وانسداد الأفق في بلدانهم, علي الرغم من تحقيق بعضها نسب نمو مرتفعة. وارتفع عدد سكان القارة الأفريقية بمقدار الضعف تقريبا في السنوات ال25 الأخيرة وبات يبلغ1.2 مليار نسمة حاليا, فيما تفيد تقديرات الأممالمتحدة أن هذا العدد سيتضاعف بحلول.2050 ونظرا لان أوروبا تعتبر أفريقيا جزءا من مجالها الجيوسياسي, أبدت دول كثيرة وأبرزها ألمانيا اهتماما كبيرا بالقارة, مع العلم أن التحديات التي تواجهها كثيرة, ومن المقرر أن يناقش رؤساء الدول والحكومات خلال القمة أيضا قضية الأمن والتهديدات الإرهابية بينما تشهد دول غرب أفريقيا منذ سنوات صعودا للجماعات الإرهابية وهو ما ربطه المحللون بشعور الشباب الافريقي باليأس. ويؤكد الاتحاد الأوروبي دعمه لدول مجموعة الساحل الخمس( ماليوالنيجر وموريتانيا وبوركينا فاسو وتشاد) التي تسعي إلي إنشاء قوة لمكافحة الإرهابيين في هذه المنطقة. لكن تمويل هذه القوة غير كاف إطلاقا, وتم جمع نصف ميزانية هذه القوة التي تم خفضها بمقدار النصف إلي240 مليون يورو, ووعد الاتحاد الأوروبي بتقديم خمسين مليونا منها. ويفترض أن يدعو رؤساء الدول إلي تعاون عسكري أكبر وعلي مستوي الاستخبارات وان يطلبوا من كل طرف( الشمال والجنوب علي حد سواء) بذل مزيد من الجهود. وقد مر70 عاما علي العلاقات الأوروبية والإفريقية, إلا ان العام الجاري يمثل إعادة تعريف للخطوط العريضة الخاصة بالعلاقات بين الجانبين, فقد مرت عشر سنوات علي تبني الإستراتيجية الأوروبية الإفريقية المشتركة. لهذا, تحظي القمة الأوروبية الإفريقية المرتقبة بأهمية خاصة بعدما تقرر تغيير مسمي القمة من قمة الاتحاد الأوروبي- إفريقيا, إلي قمة الاتحاد الأوروبي- الاتحاد الإفريقي. كما ستمثل القمة فرصة كبيرة لتقوية العلاقات السياسية والاقتصادية بين القارتين.