أن يحسن الله خواتيم أعمالك فتلك نعمة لا تضاهيها نعمة... وممن أحسن الله اليها بحسن الخاتمة, الفنانة الكبيرة شادية.. أسعدت الملايين بفنها في السينما والمسرح والغناء, تسمعها صوتا نديا( شقيا) رائقا, رائعا, اختارت طواعية وهي في قمة تألقها الاعتزال والركون الي الهدوء والدعة والتفرغ للعبادة وعمل الخيرات غير أن اعلامنا اللاهث خلف الاثارة لم يتركها وشأنها... ودعاة الحرية الشخصية لم يحترموا اختيارها وحريتها في الاعتزال فراحوا يطلقون كل يوم اشاعة عن عودتها للفن مرة وعن وفاتها مرات.. اختار لها والدها المهندس الزراعي أحمد كمال شاكر اسم( فاطمة), لكنها فنيا عرفت في السينما باسم شادية,. قدمت علي مدار أربعين عاما حوالي112 فيلما و10 مسلسلات إذاعية ومسرحية واحدة, وتعد من أبرز نجمات السينما المصرية وأكثرهن تمثيلا في الأفلام العربية, فضلا عن قاعدة عريضة بين الجمهور العربي, وهي في نظر الكثير من النقاد أهم فنانة شاملة ظهرت في تاريخ الدراما العربية, بدايتها جاءت علي يد المخرج أحمد بدرخان وحققت نجاحات وإيردات عالية للمنتج أنور وجدي في أفلام ليلة العيد عام1949 وليلة الحنة عام1951 وتوالت نجاحاتها في أدوارها الخفيفة وثنائياتها مع كمال الشناوي التي حققت نجاحات وإيرادات كبيرة للمنتجين وعلي حد تعبير كمال الشناوي نفسه( إيرادات بنت عمارات وجابت أراضي) وظلت نجمة الشباك الأولي لمدة تزيد علي ربع قرن كما يؤكد الكاتب سعد الدين توفيق في كتابه تاريخ السينما العربية, وتوالت نجاحاتها في الخمسينيات من القرن العشرين وثنائياتها مع عماد حمدي وكمال الشناوي بأفلام أشكي لمين في1951 أقوي من الحب في1954 وإرحم حبي.1959 جاءت فرصة عمرها كما تقول في فيلم المرأة المجهولة لمحمود ذو الفقار1959 وهو من الأدوار التي أثبتت قدرتها العالية علي تجسيد كافة الأدوار حينها كانت تبلغ25 عاما, النقلة الأخري في حياتها من خلال أفلامها مع صلاح ذو الفقار والتي اخرجت طاقاتها الكوميدية في فيلم مراتي مدير عام1966 وكرامة زوجتي1967 وفي فيلم عفريت مراتي1968 وقدما أيضا فيلم أغلي من حياتي في عام1965, وهو أحد روائع الفنان محمود ذو الفقار الرومانسية, وكانت بداية انطلاقتها بالدراما وهي لم تزل بعمر الورود بفيلم أنا الحب1954 وتوالت روائعها التي حفرت تاريخا لها وللسينما المصرية أيضا من خلال روايات الكاتب نجيب محفوظ بفيلم اللص والكلاب وزقاق المدق والطريق وفي1969 قدمت ميرامار وشيء من الخوف, وفيلم نحن لا نزرع الشوك عام1970 وتوالت أعمالها في السبعينات والثمانينات من القرن العشرين إلي أن ختمت مسيرتها الفنية بفيلم لا تسألني من أنا مع الفنانة مديحة يسري عام.1984 اعتزلت شادية عندما أكملت عامها الخمسين, قائلة: لأنني في عز مجدي أفكر في الاعتزال, لا أريد أن أنتظر حتي تهجرني الأضواء بعد أن تنحسر عني رويدا رويدا... لا أحب أن أقوم بدور الأمهات العجائز في الأفلام في المستقبل بعد أن تعود الناس أن يروني في دور البطلة الشابة, لا أحب أن يري الناس التجاعيد في وجهي ويقارنون بين صورة الشابة التي عرفوها والعجوز التي سوف يشاهدونها, أريد أن يظل الناس محتفظين بأجمل صورة لي عندهم ولهذا فلن أنتظر حتي تعتزلني الأضواء وإنما سوف أهجرها في الوقت المناسب قبل أن تهتز صورتي في خيال الناس. دعوات للفنانة القديرة بالشفاء ورجاء من جمهورها للاعلاميين نرجوكم دعوا شادية وشأنها.