انقسم الأئمة والخطباء بين مؤيد ومعارض حول دعوة وزارة الأوقاف لإجراء اختبارات قياس المستوي العلمي والخطابي للأئمة المقرر تنفيذها منتصف نوفمبر المقبل لتحديد البرامج التدريبية اللازمة لكل مستوي, واستنكرت قيادات دعوية بالوزارة إجراء امتحانات قياس المستوي خاصة في ظل العجز الشديد الذي تعاني منه المنابر ويصل لأكثر من70%. وقال مصدر مطلع بوزارة الأوقاف: إن دعوة قياس مستوي الأئمة تعتبر تحذيرا شديد اللهجة للمتقاعسين من بعض الأئمة عن الاطلاع والبحث في الكتب والمراجع بسبب اعتمادهم علي الخطبة المكتوبة واستيعابها وحفظها, مؤكدا أنها كانت عاملا مساعدا علي إهمال الاطلاع والدراسة. وأضاف المصدر أن الأئمة والخطباء عليهم العودة للبحث والدراسة قبل العرض علي جهاز الكشف عن المتخلفين معرفيا وثقافيا حيث تعقد الاختبارات في حفظ القرآن الكريم والخطابة والسيرة النبوية وفقه العبادات, مشيرا إلي أن مسألة معاقبة الأئمة بتحويل بعضهم لأعمال إدارية في حال عدم اجتيازهم لاختبارات تحديد المستوي غير مجدية خاصة أن هناك زيادة كبيرة في الموظفين فضلا عن أن كثيرا من الأئمة يعمل في مهن أخري بجانب الدعوة حتي يستطيع توفير الحياة الكريمة لأسرته. وأوضح المصدر أن رفع المستوي العلمي والخطابي للدعاة والارتقاء بالخطاب الديني يمكن تحقيقه فقط بكثرة إجراء المسابقات بين الأئمة, سواء في القراءة الحرة أو في تقديم البحوث المتنوعة وحصول الفائزين منهم علي جوائز عملية كإرسالهم كمرشدين لبعثات الحج وأداء العمرة لتحفيز غيرهم وإعطاء الأولوية لمساجد الصدارة علي مستوي العواصم والمراكز والمواقع الإدارية للأكفاء منهم. فيما أيد خطباء المكافأة ما دعت إليه وزارة الأوقاف من ضرورة قياس المستوي العلمي للأئمة لقطع الطريق علي غير المتخصصين في الظروف الراهنة. وقال الشيخ محمد رجب شبل الأزهري المتحدث باسم خطباء المكافأة: إن تراجع المستوي العلمي للأئمة في الفترة الأخيرة بسبب الابتعاد عن الاطلاع أدي لإحجام الناس عن سماع أئمة الأوقاف الذين يعدون هم العمود الفقري للدعوة في المساجد ليتجهوا إلي غير المتخصصين وأضاف شبل أن مسألة تحديد المستوي العلمي للأئمة والخطباء خطوة مهمة تأخرت كثيرا حيث ستدفع الإمام أو الخطيب للبحث والتعلم والاطلاع علي الكتب لتنشيط ذاكرته العلمية. وأكد خطباء المكافأة في بيانهم أن هذا القرار سيعيد للإمام قيمته العلمية والتجربة خير دليل فعندما أصرت وزارة الأوقاف علي إعادة تقييم خطباء المكافأة دفعتهم للبحث والتزود بالعلم كما لو كانوا في مرحلة الجامعة حتي يمكن القول إنه آن الأوان أن ينفض الإمام التراب عن الكتاب ويقرأ ويتعلم في هذه الفترة التي تحتاج لرجال دعوة حقيقيين في ظل انتشار الأفكار المنحرفة والمتطرفة.