تبذل الحكومة جهود كبيرة في تخطيط وإنشاء الأسواق الحضارية علي أعلي مستوي من الإمكانيات.. ولكن تظل مشكلة الباعة الجائلين في أهم مدينة سياحية يحلم القاصي والداني في أنحاء المعمورة بإلقاء نظرة واحدة علي معالمها الأثرية.. إنها الأقصر أحد رموز الحضارة المصرية القديمة الرابضة في شمم واعتزاز. حول الباعة الجائلون الشوارع الرئيسية بالمدينة السياحية إلي أسواق عشوائية أغلقوها علي المارة وشيئا فشيئا باتت حياة سكان هذه الشوارع جحيم لا يطاق ولأن المدينة تعد مزارا له الأولوية من التميز طوال العام.. وتختلف نسب حضور الوفود حسب فصول السنة..ظهرت أزمات تجول السياح وامتدت مساوئ الباعة الجائلين إلي منعهم التجول في الأسواق.. وأغلقت أغلب المحلات أبوابها كما حرم الأهالي من التجول أيضا بسبب استيلاء الباعة الجائلين علي معظم أجزاء الشوارع والذين قاموا بحجز الأماكن.. كما انتشرت ظاهرة السيارات المؤجرة فيما بين البائعين للبيع عليها أيضا فكل جزء في الشارع أصبح ملك لهم- حسب الأهالي- وعلي الرغم من الميزانيات والاعتمادات المالية الكبيرة لإنشاء أسواق حضرية كلفت الدولة الملايين إلا أنها لا تزال خاوية علي عروشها منذ عشرات السنين لأسباب عديدة. غلق السوق التجارية في وجه السائحين يقول يحيي شعلان عضو مجلس الشعب السابق بالأقصر: أقيم في شارع مدرسة الصنايع أكبر الشوارع الرئيسية والسياحية وسرة البلد من بداية الشارع حتي منطقة أبو الجود.. وبقدرة قادر قام الباعة الجائلون وأصحاب بعض المحلات بإغلاق الشارع ونصبوا الأعمدة الخشبية علي جانبي الشارع حتي أصبح نهر الطريق لا يسمح المرور فيه سوي فرد بالجنب.. ولا يمكن لسيارة أن تمر في الطريق حتي إن السياح لا يستطيعون التجول بعربات الحنطور في السوق التجاري هذا بخلاف التحرش اللفظي بالسيدات والقاطنين في الشارع.. هذا بالإضافة إلي رش المياه بغزارة في نهر الطريق والتي تتسبب في سقوط العديد من كبار السن. وأضاف شعلان.. بمرور الوقت تحولت حياتنا إلي جحيم لا يطاق في ظل هذه الفوضي والإهمال من المحليات والأحياء وبالرغم من شكاوانا لم نجد استجابة لنقل الباعة الجائلين, إلي مكانهم الجديد في السوق الحضرية بجوار مطحن الأقصر والذي يقع علي بعد خطوات وفتح هذا الشارع الذي أغلقه الجائلون في ظل غياب الرقابة. شلل في شرق السكة الحديد يطالب إيهاب نصري, نجار, بإيجاد حل لمشكلة الباعة الجائلين بمنطقة شرق السكة الحديد وخاصة يومي الاثنين الثلاثاء في سوق التلات, حيث يقوم الباعة الجائلون بسد الشوارع بشكل كامل مما يتسبب في إيقاف حركة المرور وصعوبة عبور السيارات علي مدار يومين بالإضافة إلي الإزعاج والفوضي.. وقال: هناك بائعون من خارج المحافظة يأتون إلي الأقصر ليزعجون الأهالي المقيمين وينشرون الفوضي بالمنطقة ويتركون كميات من القمامة في الشوارع. كر.. وفر يقول أحمد علي, طالب جامعي: يحتل الباعة الجائلون شارع التليفزيون وهناك حالة كر وفر بين الجائلين وشرطة المرافق لمنعهم من سد الشارع وإزعاج المواطنين ولكن بمجرد رحيل رجال الشرطة مع المرافق يعودون مرة أخري ويصرون علي التواجد في الشارع ولا يستطع أحد من الأهالي القاطنين معارضتهم خوفا علي حياته وهذه المشكلة تحتاج إلي حل جذري بإزالة جميع الباعة الجائلين من كل الشوارع والميادين وتسكينهم في أماكن مخصصة لهم. يضيف محمد عبد الباقي, موظف: لا يكتفي الباعة الجائلون بتكديرالسائرين وتعطيل مصالحهم, بل يقومون بأعمال البلطجة حيث تنشب المعارك بينهم ومع ما يصاحبها من الألفاظ النابية التي تخدش حياة السكان في الشارع ولا يمكن للسكان التحدث معهم.. كما يقومون ببيع مسطحات من الشارع لبعضهم بألوف الجنيهات في ظل غيبة الرقابة.. وسرقة التيار الكهربي جهارا نهارا.. ومنذ فترات انتشر بيع الأقراص المخدرة وأنواع أخري من المخدرات فيما بينهم.. وقال: ناشدنا المسئولون نقل الباعة الجائلين للأسواق المخصصة لهم- أكثر من مرة- حيث قامت الدولة بإنشاء سوق حضري لهم.. ولكنهم تركوا الأسواق وخرجوا إلي الشوارع وأغلقوها علي المارة وأصحاب المحلات.. وأسوأ ما يواجه الناس إغلاق الشوارع تماما حتي لا يمكن لعربة إسعاف أو مطافئ المرور بهذا الشارع من بداية شارع يوسف حسن ومدرسة الصنايع حتي نهاية شارع أبو الجود.. وكل أمنياتنا تدخل المسئولين وعودة الباعة الجائلين إلي مكانهم الطبيعي. ولفت شعبان أحمد سعيد, موظف, إلي كميات القمامة التي يخلفها الباعة الجائلون يوميا والتي تسبب روائح كريهة في الشوارع والتي تكلف الدولة يوميا أعباء رفع أطنان من القمامة.. وقال: نطالب بتفعيل القانون وفتح الشوارع بالإضافة إلي إغلاق المقاهي التي تعمل بدون ترخيص وتفعيل دور الرقابة بالنسبة لسرقة الكهرباء وإهدار المال العام وحتي الآن أغلب شوارع الأقصر مغلقة تماما بالرغم من أن الأقصر مدينة سياحية ولا نجد مسئولا يعطينا ميعاد لحل المشكلة ونقل الباعة الجائلين إلي مكانهم المخصص لهم. إيجارات مرتفعة أما أحمد عبد العاطي, بائع, فيقول: ليس لدينا مانع في الانتقال إلي السوق الحضري بشرط أن يتم نقل جميع الباعة في السوق وتوفير محلات بأسعار مخفضة حتي نستطيع سداد الإيجارات.. وقال: علمنا أن هناك مزادات يتم عملها لنقل الباعة والكل يرفض المشاركة بسبب ارتفاع القيمة الإيجارية. والتقط يونس محمد- بائع- أطراف الحديث قائلا: نرفض الانتقال إلي السوق بسبب عدم وجود زبائن هناك بالإضافة إلي إن السوق يحتاج إلي سنين لكي يعرفه الزبائن. سكرتير عام الأقصر: غالبية الجائلين يرفضون الانتقال للحضرية.. ومنحناهم مهلة من جانبه أكد اللواء حاتم زين العابدين- سكرتير عام محافظة الأقصر- أن مشكلة الباعة الجائلين من أكبر المشاكل التي تواجه المحافظة وخاصة أن أغلب الباعة الجائلين يرفضون الانتقال إلي الأسواق الحضرية- والتي أقامتها المحافظة وأمدتها بكافة الخدمات والمرافق- وعلي الرغم من التفاوض معهم إلا أنهم يطلبون البقاء وسط الناس ومشيرا إلي أنه هناك إصرار من الأجهزة المعنية علي نقلهم وتم عمل حصر مبدئي لهم في جميع أمكانهم وسوف يتم تفعيل القانون الذي سوف يسري علي الجميع.. وقال: أعطيناهم مهلة وسوف يتم النقل إلي الأسواق الحضرية المخصصة لهم.. ومشيرا إلي قيام الأجهزة المعنية بتنفيذ حملات مستمرة لرفع هذه الإشغالات والحد منها. وأضاف أنه بالنسبة للشكوي من ارتفاع القيمة الإيجارية للمحلات فإن تحديد هذه القيمة يتم من خلال مزادات علنية لا نتدخل فيها وإنما يحددها الباعة أنفسهم.. وبالنسبة لصغار الباعة الجائلين فإنه يمكنهم الحصول علي باكيات والتي تكون قيمتها الإيجارية في متناول أيديهم.