بتكلفة تصل إلي6 ملايين جنيه بني فريق عمل مسلسل واحة الغروب للمخرجة كاملة ابو ذكري ديكور كامل لمدينة شالي القديمة في واحة سيوة, علي أرض صحراء سقارة ليظهر معالم الحضارة الإمازيغية التي اشتهرت بها هذه المدينة ووصفها الكاتب الكبير بهاء طاهر في روايته الشهيرة لكنها اندثرت منذ أكثر من130 سنة. وكان الهدف تقديم صورة تقترب من الحقبة التاريخية التي يتناولها العمل حيث تدور الاحداث في نهاية القرن ال19 مع بداية الاحتلال البريطاني لمصر, وبعد انتهاء تصوير المسلسل لم يفكر فريق العمل والانتاج في هدمه, لأنه نموذج لا يعوض يعيد احياء حضارة ميزت قطعة من أرض مصر واعادة احيائها حتي ولو كان بديكور مصطنع هو مكسب كبير يمكن استغلاله كمزار سياحي يعود بالدخل علي الدولة والجهة المالكة للأرض المقام عليها هذا الديكور, وهي نفس الفكرة التي تتبعها دولة المغرب الشقيق التي تحولت اجزاء كبيرة من صحرائها لمواقع تصوير تبني عليها ديكورات لأهم الأفلام العالمية وتشترط الدولة علي شركات الانتاج التي تأتي لتصوير الأفلام ألا تهدم الديكور بعد انتهاء التصوير وتستغل هذه المواقع فيما بعد أما بتأجيرها لتصوير أعمال أخري أو كمزارات سياحية وهذه الفكرة جعلت من مدينة ورزازات مدينة سينما عالمية تأتي إليها الوفود من جميع انحاء العالم. وعن هذه التجربة الثرية يقول فوزي العوامري مهندس ديكور واحة الغروب أنه يعتبره إنجازا تاريخيا وتجربة ممتعة للغاية وأحيت الحضارة الأمازيغية التي شهدتها واحة سيوة واندثرت مع الوقت, ولم يبق منها سوي اطلال صغيرة وبقايا جدران, مشيرا إلي أنه لجأ لصور عتيقة ورسومات المستشرقين وكتابات أحمد فخري المتخصص في واحات مصر ومنها واحة سيوة, للتعرف علي معالم الواحة القديمة بالإضافة إلي الاستعانة بلقطات من الحرب العالمية الثانية وصور لمصر في فترة الاحتلال لقطات لواحة سيوة ومدينة شالي القديمة. ويؤكد أن بناء الديكور استغرق7 أشهر وتم الاستعانة بشركات متخصصة في الإنشاءات لبناء ديكور بهذه الضخامة, واستغرق البحث لدراسة الواحة وحضارة شالي لفهمها ما يقرب من عام ونصف العام, مشيرا إلي أن صعوبته تكمن في أنه ديكور حضارة قديمة لم تعد موجود, وفي نفس الوقت بمواصفات سينمائية تتطلب ببناء مساحات كبيرة تسمح بوضع الكاميرات بها بسهولة. وأكد أنه لم يتوقع المفاجأة التي سمع بها مؤخرا عن هدم الديكور لأن الجهة الحكومية المالكة للأرض المقام عليها الديكور طلبت ايجارا من الشركة المنتجة يقدر ب7 مليون و400 ألف جنية أي ما يعادل600 ألف جنيه شهريا, مقابل الابقاء علي الديكور, وبعد رفض الشركة تم هدمه. بينما ينفي منتج مسلسل واحة الغروب جمال العدل ذلك ويؤكد أن ما تردد عن هدم الديكور مجرد شائعات, مؤكدا أن جهة سيادية قامت باستجئار الارض ولن يتدخل احد في ذلك.