لم يكن مسلمو ميانمار وحدهم يعانون الاضطهاد والتطهير العرقي, إلا أن هناك الآلاف من الأقليات حول العالم يعانون هذا الاضطهاد من حكوماتها التي تمارس اقصي درجات القسوة والعنف بحقهم دون الشعور بالخزي بل استطاعت تلك الدول ان تواجه الانتقادات الدولية التي وقفت عند حد الادانة دون اتخاذ اي اجراءات عقابية تردعها عن القيام بتلك الاعمال الاجرامية بحق الاقليات في بلادها. وأكدت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في تقريرها أمس أن الاشتباكات العرقية التي تشهدها اثيوبيا ادت إلي نزوح اكثر من55 الف شخص فضلا عن مقتل المئات من طائفة الأورومو الذين يعانون الاضطهاد والتمييز ضدهم. وسبق وان قتل العشرات منهم خلال اشتباكات مع الشرطة لمجرد خروجهم في احتجاجات رافضة لسياسات الحكومة الاثيوبية التي تفرض سياسات تمييزية ضدهم لصالح مجموعة تيجراي المهمة بالاستحواذ علي معظم المناصب الحكومية الحساسة والعسكرية المهمة. وتمارس السلطات الاثيوبية جميع اشكال التعذيب والقتل بحق الاورومو ذات الاغلبية المسلمة, ويتعرض الالاف منهم باستمرار لعمليات توقيف تعسفية, واعتقالات دون محاكمة, فضلا عن حالات الاختفاء الغامضة, والاعدامات التي تجري بعيدا عن اعين القضاء, والتهجير القسري إلي كينيا واوغندا. واستفادت اثيوبيا من حالة التجاهل الدولية في السماح للاقليات المدعومة من الحكومة بالاستيلاء علي اراضي المسلمين, وقتل النساء والاطفال. ورغم سلسلة الادانات الدولية التي وجهت إلي السلطات في ميانمار والدعوات بسحب جائزة نوبل من زعيمة المعارضة اونج سان سوكي التي التزمت الصمت تجاه المذابح البشعة التي تجري بحق المسلمين في ميانمار والتهجير القسري والابادة الجماعية التي تشهدها تلك الاقلية التي ذاقت كافة اشكال التعذيب من حرق للاطفال وقتل للرجال والنساء في وضح النهار, إلا أن كلمتها التي أشارت فيها إلي أن المسلمين لا يتعرضون إلي تطهير عرقي بل يقتلون بعضهم البعض تؤكد مدي الاستهانة بحقوق هذه الاقلية التي اجبرت علي النزوح بالالاف إلي بنجلاديش وغيرها, بل ولمنع عودتهم إلي ديارهم التي احرقتها ميانمار وهم بداخلها زرعت المئات من الالغام علي الطرق الحدودية بينها وبين بنجلاديش والتي اصابت الكثير من المسلمين الفارين من بطش السلطات. وعلي الرغم من الطفرة العلمية والاقتصادية التي حققتها الصين, فأنها تتعامل مع الأقلية المسلمة الإيجور القاطنة في اقليم شينجيانج بمنتهي القسوة والعنف, فهي تحرم المسلمين من ممارسة اي شعائر دينية, فدائما ما تصدر قراراتها بإغلاق المساجد لمنع الصلاة كما تحظر عليهم صيام رمضان من خلال تعجيزهم بإطالة ساعات العمل في شهر رمضان, كما حظرت علي الرجال اطلاق اللحي وحرمت النساء من ارتداء الحجاب بل واجبرت الرجال المسلمين علي بيع الخمور في الشوارع بالاكراه كما استهزأت برجال الدين واجبرتهم علي الرقص في الشوارع تحت تهديد السلاح. اما الهند فقد سمحت للاغلبية الهندوسية بقتل وسفك دماء المسلمين بحجة ذبحهم للابقار, وسرعان ما تحولت شوارعها إلي حمامات دم اغرقتها دماء المسلمين الذين يذبحون بالجملة لمجرد رغبتهم في اكل لحوم الأبقار التي يعبدها الهندوس.