وظفت الإدارة الأمريكية تيارات الإسلام السياسي بالمنطقة العربية لخدمة مصالحها السياسية والأمنية بالمنطقة وبعيدا عن نظرية المؤامرة, وفقا لمؤشرات, هناك وقائع علي الأرض تقول بأن تيار الإسلام السياسي أصبح أهم سلاح في الترسانة الغربية وهو ما أشار اليه إميل نخله ضابط الاستخبارات الأمريكية بأن هذه عقيدة مؤسسات, وأن هناك57 دولة إسلامية في العالم لابد أن يحكمها تيار الإسلام السياسي, وهم يرون أن هناك تيارا برجماتيا لديه أدوات يمكن توظيفه إلي جانب التنوع, هناك التيار المعتدل مثل أردوغان أو متطرف مثل أبوبكر البغدادي ويروج لما يسمي بتيار الإسلام الوسطي مثل الإخوان المسلمين. وفي هذا السياق يمكن القول إن هذه نقطة أساسية في طرح فكرة المعارك في مواجهة الجيوش بالمنطقة, وأحيانا يحدث خلل يصيب بعد العواصمالغربية من آن لآخر لكنه يعالجها مثل موضوع الذئاب المنفردة والقيام بعمليات خارج السياق. الأمر الآخر الأزمة الاقتصادية التي يشهدها العالم منذ2008 كان لا بد أن يحدث تحريك في بعض الملفات وبعض الصراعات بمعني أن تحدث حروب فقط من أجل تحريك صناعة السلاح بالولاياتالمتحدةالأمريكية, ومؤخرا رأينا ترامب بدأ يقبض من دول المنطقة تكلفة حرب قادمة, إذن هناك فاتورة ستدفع والله أعلم هل الأموال التي ستدفع ستغير السيناريو إلي مسار آخر أم ماذا. ومما يؤكد مسار التوظيف السياسي للتيارات الإسلامية بالمنطقة حيث التقيت ريتشارد ديكمجيان أستاذ العلوم السياسية بجامعة جنوب كاليفورنيا والمستشار السياسي في إدارة ريجان وكان النقاش حول هذه الأفكار فذكر علي سبيل المثال أن حركة حماس حاليا جهزت ككيان مواز لمنظمة التحرير حتي لا يكون للاخيرة الانفراد بالشأن السياسي الفلسطيني, وذكر أن ذلك تم عبر دولة عربية وسيطة قامت بنقل3 ملايين دولار للشيخ الراحل أحمد ياسين, وهو ما يعني أن فكرة توظيف مثل هذه التنظيمات موجودة منذ وقت مبكر. وفي سياق تطور هذا الأمر مرحليا يشاء القدر أن تقع أحداث سبتمبر علي الأراضي الأمريكية ومن وقتها أخذ هذا السيناريو مسارا آخر خاصة في ظل فكرة تحييد الجيوش عن الدخول في مواجهة التنظميات الإرهابية, وبدأت الولاياتالمتحدة تقول إنه هناك نقصا في التنسيق والوحدات التي تقوم بهذه العلميات, وتم استحداث وزارة للأمن الداخلي الأمريكي عام2002 وهي وزارة كان دورها تحديدا القيام بتنفيذ ضربات وقائية واستباقية في الخارج وإجراء ترتيبات تنظيمية وتنسيقية بين الدوائر المختلفة لحماية الأراضي الأمريكية, إلي جانب العمل علي وضع برامج جديدة لعمل الجيوش داخل المنطقة. أيضا, بدأت تظهر مشكلات علي الحدود الدولية في المنطقة مثل مهربي السلاح والمخدرات ومخترقي الحدود الامنية وهناك إدراك أنه في مواجهة هذه التطورات هناك حاجة مجددا إلي الجيش, وفكرة أن الجيوش النظامية التي تواجه ميليشات لم تعد مطروحة شيء غير دقيق, وتصدير هذا التصور هو لأسباب سياسية تخص الولاياتالمتحدةالأمريكية وليس بهدف محاربة التنظيمات الإرهابية وهو ما يطلق علية عقيدة باتريوس وهذه حقيقة وتمت المناقشة فيها مع مصر أن يتم تحويل الجيوش النظامية إلي جيوش لمحاربة الإرهاب فكرة الجيوش الموبايل جيوش صغيرة فيها مجموعات قتالية لها مستوي تسليح وتريب معين, والتخلي عن فكرة الجيوش الكبيرة التي تخوض المواجهات المباشرة, وكشفت ويكيليس تفاصيل في هذا الشأن أن مصر رفضت وموقف المشير محمد حسين طنطاوي والرئيس الأسبق حسني مبارك كان واضحا في هذا السياق بأن تظل عقيدة الجيش المصري ثابتة ولن يتم التخلي عنها. كان المستهدف الأساسي لهذه الفكرة أن التيار الإسلامي حينما يحكم لا تكون هناك جيوش, وهذا يخدم افكار التيار الإسلامي وعقيدته, لأنه لا يعترف بفكرة أن هذا جيشه وذاك قضاؤه ومؤسسات الدول القائمة ليست مؤسسات ومن ضمنها رقم واحد الجيوش الوطنية, وهذا كان مخططا ضمن خطط كثيرة منها ملف حقوق الإنسان والتركيز مع الجيوش في المنطقة وتحديدا مع الجيش المصري وهنا يتبادر إلي ذهني فكرة حروب الجيل الرابع علي الفور. حروب الجيل الرابع: تم تجريب وسائل الحرب النفسية في حرب العراق, نموذج حشد جيل مضلل, وفكرة حرب الجيل الرابع تتضمن مدخلات ومخرجات طول الوقت يتم التحكم فيها إعلاميا, تستهدف جيشا معينا, مؤسسة معينة, ودولة معينة, وقبل سنوات الربيع كانت الأوضاع جاهزة لهذا حالة من الفقر والإحباط وحكم الفرد وغيرها وهذه كانت حاضنة. هذا النوع من العمليات قائم والحرب موجودة وتدرس في شكل حرب سوداء ودعاية وهنا لم نقدم علي تحصين الناس لأنه تم الترويج لها عن طريق بعض الشخصيات التي هبطت بمستوي الموضوع إلي مستويات دنيا, فحدث نوع من السخرية مجتمعيا, لكنه نموذج للحرب النفسية والدعائية والاعلامية وحتي الجزيرة تم توظيفها في هذا الإطار, ورثت موقعBBC وكان هناك حاجة لهذا الدور دفع بها في الملعب كمنبر جديد ولم يكن لدينا المنبر المقابل كسلاح مضاد فأصبحنا فريسة. عقيدة الجيوش: أيضا عقيدة الجيوش التي تحارب الإرهاب مهمة في هذا السياق, فلو قارنا ما يحدث في سيناء بما يحدث في الموصل, يتضح أن عقيدة الجيش المصري مثلا تمنع عليه إنجاز بعض العمليات, مقارنة بعمليات الإبادة التي تقوم بها جيوش وميليشات في الحرب كما جري في الموصل, فعقيدة الجيش المصري تمنع إلحاق الأذي بالمدنيين والأبرياء وما حصل في البيئة المجاورة يقول إن ما نؤمن به نحن هو عائق, وفي المقابل يستخدم مواد للترويج ضد الجيش من خلال الميليشيات الإعلامية وأثناء العمليات العسكرية مثل فيلم الجزيرة ويتم ترويجها علي الرأي العام العالمي باللغة التي تستطيع أن تخاطبه. التسويق للمعارضة المسلحة: في الإعلام يتم التسويق لمصطلح المعارضة المسلحة ليكون نموذجا متكررا, تمنح شرعية للمعارضة أن يكون لديها سلاح, وخلال الربيع العربي خلق الغرب كيانات موازية في سوريا وليبيا وغيرها وأحداث رابعة كانت نموذجا لذلك, قناة الجزيرة وسيارات البث تقوم مقام وزارة إعلام, كان هناك مسعي لخلق كيان ند للموجود, وكذلك نموذج جنيف الخاص بالمعارضة السورية كل ممثل في ظهره ميليشيا.