وسط تزايد الرفض الدولي لاستفتاء اقليم كردستان العراق المزمع عقده الاثنين المقبل, أعربت بريطانيا عن رفضها التام لهذا الاستفتاء مؤكدة ان وزير دفاعها مايكل فالون سيسعي جاهدا الي اقناع رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني بالتخلي عن الفكرة التي قال المحللون انها ستحدث انقساما وشرخا كبيرا في الجسد العراقي, ويأتي ذلك بعد ساعات من قرار اصدرته المحكمة العليا العراقية يفضي الي وقف الاستفتاء بطلب من رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي وهو ما يعد صفعة جديدة للاكراد الذين بدأوا يسجلون اسماءهم في قوائم الاستفتاء, والسؤال ماذا سيفعل الاكراد ؟. وتحت عنوان الاكراد يلعبون بالنار سلطت الصحف العالمية الضوء علي ازمة استفتاء كردستان المقرر اجراؤه بعد اسبوع والذي ينوي من خلاله الاكراد اقامة منطقة حكم ذاتي وذلك بعد الانفصال عن بغداد, ورغم الرفض الدولي لتلك الخطوة والتهديدات باستخدام القوة, وعرض الاممالمتحدة والسعودية للوساطة, الا ان الاكراد عازمون علي اجراء الاستفتاء الذي من المؤكد ان يقود الي المزيد من اراقة الدماء خاصة مع تحذيرات العبادي والذي اكد ان العراق لن يسمح بإجراء مثل هذا الاستفتاء الذي يعد تصعيدا خطيرا من قبل الاكراد المستغلين لحالة الفراغ الامني الموجودة في البلاد والطامعين في السلطة, مؤكدا انه انتهاك لسيادة العراق, ملوحا بالتدخل العسكري ضد إقليم كردستان, في حال استخدمت أربيل القوة لفرض نتائج الاستفتاء, وأدي الاستفتاء إلي الفوضي التي تضر بباقي العرقيات. من جانبها نشرت اذاعة صوت امريكا تقريرا علي صفحتها تؤكد فيه ان الوضع يسير من سييء لأسوأ وان الحل العسكري يخيم علي الوضع, واكدت انه في حال اجري الاكراد التصويت فمن المؤكد انهم سيدفعون ثمنا باهظا, خاصة ان عدوي الانفصال واقامة دولة مستقلة قد تصيب كثيرا من المناطق المجاورة, اذ ان الاكراد السوريين القائمين علي الحدود التركية لديهم نفس الطموحات والاحلام التي اكدت الاذاعة انها لن تتحقق يوما بل قد تتحول الي كابوس. وعلي الرغم من ان الكثيرين يعلقون امالهم علي الوساطات المطروحة الا ان المحللين اكدوا ان المفاوضات لن تثني الاكراد عن تحقيق حلمهم المؤجل منذ سنوات, ويبدو ان حلم الاستقلال سيوجد حالة كبيرة من الانقسام السياسي في البلاد, فرغم دعوات الاممالمتحدة للاكراد بالعدول عن فكرة الاستفتاء والجلوس علي طاولة المفاوضات لايجاد حلول ممكنة اكد بارزاني انهم ماضون في تحقيق حلمهم, وانه لن يسمح للغرب بفرض رأيه علي مستقبل الاكراد وذلك بعد اعلان الادارة الامريكية رفضها القاطع لإجراء مثل هذا الاستفتاء. ويعد انفصال اقليم كردستان العراق بداية لتفتيت بلاد الرافدين وتمزقه, وللاسف انتهز الاكراد فرصة انشغال العراق بالحرب الشرسة مع تنظيم داعش الارهابي لتحقيق حلم ظل يراود قادته لسنوات الا ان تحقيقه لن يكون بالسهولة التي يتوقعها بارزاني, ومن المؤكد ان يتحول حلمه الي كابوس خاصة مع تهديد عدد من الدول ابرزهم تركيا وايران والعراق باللجوء الي الحل العسكري لان اقامة دولة مستقلة للأكراد تعد تهديدا لامنهم القومي.