عقد المجلس الأعلي للقوات المسلحة ندوته الرابعة الإعلام.. الريادة والتحدي وذلك استمرارا للحوار الذي تنظمة القوات المسلحة مع جميع القوي الوطنية لمناقشة دور الإعلام في معالجة عدد من الظواهر السلبية. مثل الانفلات الإعلامي واللهث وراء الإثارة والسبق والمبالغة في الأرقام والأحداث بعد ثورة يناير وتنحي الرئيس السابق والحاجة الملحة إلي ميثاق شرف إعلامي ينظم فوضي الانفلات في وسائل الإعلام المرئية والمطبوعة والمسموعة. وتم تنظيم الندوة بدار المدرعات في إطار سلسلة ندوات دورية مستمرة تحاول مناقشة القضايا القومية ومشكلات الوطن ووضع الحلول لها. حضر الندوة عدد من اعضاء المجلس العسكري ورؤساء تحرير الصحف القومية والحزبية والخاصة ورؤساء القنوات الفضائية واساتذة الإعلام في الجامعات ومفكرون. في البداية أكد اللواء أ.ح.مختار الملا مساعد وزير الدفاع وعضو المجلس الأعلي للقوات المسلحة أن التحديات التي تواجه الإعلام المصري بعد ثورة يناير كثيرة وقال نحن نعيش منعطفا اعلاميا تاريخيا نواجه فيه تحديات كبيرة علينا مواجهتها وتخطيها والمحافظة علي دورنا الريادي في هذا المجال الحيوي من مجالات بناء الدولة العصرية الحديثة واضاف ان في مقدمة هذه التحدديات ان تمتلك مصر اعلاما ينحاز للحقيقة ويعبر عنها ويقوم فيه الإعلام ببناء المجتمع ويؤكد روح الولاء والانتماء للوطن في نفوس ابنائه ويخاطب العقل والوجدان وينشر الثقافة والفكر المستنير المعاصر. وشدد اللواء الملا علي اهمية وجود اعلام يبني ولايهدم المجتمع ولايهدده ويحافظ علي مبادئه وقيمه وتقاليده العريقة وفي نفس الوقت ياخذ بتقدم العصر واساليبه المتطورة ويقوم علي الحوار الهادف البناء الذي يقيم لمصر حاضرا ويصنع لها مستقبلا وأكد الملا أن تحديات الحاضر والمستقبل تفرض علي الإعلام المصري ان يحافظ علي هذه الاسباب والشروط وان تظل له ريادته التي تواكب كل اسباب التقدم الفكري والتطور العلمي في مجالات الإعلام بكل كفاءة واقتدار تعيد لمصر مكانتها كمنارة للعلم والثقافة والابداع ونموذج عالمي فريد في وحدة ابنائه وتألفهم وتحابهم وحمايتهم لسلامهم الاجتماعي الوطني. اما اللواء اسماعيل عتمان عضو المجلس الاعلي للقوات المسلحة مدير إدارة الشئون المعنوية فقال في بداية حديثه ان بعض وسائل الإعلام استبدلت بالنظام السابق المجلس العسكري وتقوم بمعارضته او مدحه في حين ان هدف المجلس العسكري ان يصبح لمصر اعلام حر مسئول يحمي الثورة ويتكامل معها مع دور القوات المسلحة في تبني مطالب الشعب ويحقق تطلعاته بدون قيود وبرقابة تراعي الله ومصالح الوطن واستعرض اللواء اسماعيل عتمان حال الإعلام المصري قبل الثورة وانقسامه الي اعلام حكومي يتحدث باسم الدولة ويتناول موضوعات تخدم النظام السابق وتحمي سياسته وتمجد اشخاصه وفي الجانب الاخر اعلام معارض تركيز علي سلبيات المجتمع المصري دون حيادية في تناول بعض الموضوعات وعرض وجهات نظر محددة وقال اللواء اسماعيل عتمان انه مع قيام ثورة يناير فقدت بعض وسائل الإعلام المصري بوصلتها في الايام الاولي ثم توحدت جميع وسائل الإعلام ضد النظام السابق وهاجمته وركزت علي الفساد والمطالب الفئوية ومظاهر الانفلات الامني وابتعدت عن المظاهر الايجابية والمكاسب التي حققتها الثورة وهو ما لايساعد الشعب علي التهدئة والعودة الي العمل وزيادة الانتاج وهو ما تنعكس اثاره علي المجتمع حتي الان واضاف عتمان ان الإعلام المصري يقوم الان ببعض المهام ويغفل بعض المهام الاخري الإعلامية بنسبة اقل مثل المسئولية الاجتماعية تجاه الشعب والتثقيف والتنوير وتكوين الرأي العام وتشكيل الشخصية المصرية وفهم حقائق الامور بدون اهواء شخصية او مصالح خاصة كما ان للاعلام دورا رئيسيا في نقل صورة مصر الي العالم الخارجي واجتماعيا وهو ما انعكس علي فرص التحول الاقتصادي والاجتماعي الذي ننشده بعد ثورة يناير واشار عتمان الي ظهور سيطرة رأس المال علي بعض وسائل الإعلام الخاص وهو ماجعلها تسعي الي تحقيق بعض اهدافها الخاصة علي حساب الوطن كما تغفل المصداقية في نشر الخبر والشفافية في عرض الاخبار وتناولها بشكل سليم وتحقيق التوازن بين مختلف الاراء والتركيز علي بعض الشخصيات المكررة ومحاولة بعض الإعلاميين فرض ارائهم الشخصية ووجهات نظرهم علي الجمهور وهو ما يخالف احد مبادئ الإعلام الرئيسية