كلمة بريكس أوBRICS, هي اختصارات للأحرف الأولي لأسماء خمس دول هي البرازيل, وروسيا, والهند, والصين, وجنوب إفريقيا. تأسست البريكس عام2006 وتمثل أسرع معدلات نمو اقتصادي عالمي, وتصل المساحة الإجمالية لدولها إلي حوالي30% من إجمالي مساحة العالم, ويمثل إجمالي سكانها أكثر من40% من إجمالي سكان العالم, ويبلغ حجم الناتج المحلي الإجمالي لدول بريكس16.4 تريليون دولار, بنسبة تصل إلي25% من الناتج العالمي. وكشفت إحصاءات صندوق النقد الدولي أن نسبة إسهامات دول البريكس في نمو الاقتصاد العالمي تجاوزت50%, وتستحوذ المجموعة علي نصف الاحتياطي العالمي من العملات الأجنبية والذهب, كما تستحوذ أيضا علي نصف الاستثمارات الأجنبية المباشرة علي المستوي العالمي. وقد شكلت القمة في2014 بنكا جديدا للتنمية, وصندوقا لاحتياطات الطوارئ برأس مال مبدئي100 مليار دولار, وتم الاتفاق علي أن تكون مدينة شنغهايالصينية مقرا رئيسيا للصندوق, واتفقت دول البريكس علي إنشاء كيان اقتصادي مضاد للكيانات الاقتصادية الغربية المتمثلة في صندوق النقد الدولي والبنك الدولي, وتضم نظاما ائتمانيا بنكيا عالميا جديدا يقضي علي سياسة القطب الواحد التي تقودها الولايات, وبالتالي أهم أهدافها كسر الهيمنة الغربية علي الاقتصاد العالمي, وتشجيع التعاون الاقتصادي والتجاري والسياسي بين دول المجموعة. ومن المتوقع بحلول عام2050 أن تنافس اقتصادات هذه الدول, اقتصاد أغني الدول في العالم, كما أنه من المتوقع أن تشكل هذه الدول حلفا أو ناديا سياسيا فيما بينها في شتي المجالات وليست الاقتصادية والمالية والإنمائية فحسب. وتستهدف اجتماعات البريكس هذا العام تحرير التجارة, وفتح الأسواق, والاستثمار في أسواق الدول الواعدة اقتصاديا خلال السنوات المقبلة, وتضم القمة الحالية للبريكس في الصين14 دولة, من بينها الدول الخمس الدائمة, وتسع دول أخري علي رأسها مصر. وتهدف القمة إلي تنمية البنية التحتية في بلدان المجموعة, وإيجاد طريقة فعالة لمنح وتبادل القروض بين دول المجموعة, وتستهدف الصين تعزيز مساهمتها في تطوير المجتمعات في الدول النامية. وعلي جانب آخر من قمة البريكس, استغلت الصين هذا المحفل لتأكيد مبادرتها طريق الحرير التي أعلنتها عام2013, وتعتزم الصين من تلك المبادرة استثمار مليارات الدولارات في البنية التحتية علي طول الطريق الذي يربطها بالقارة الأوروبية. ومبادرة طريق الحرير هي بالأساس استراتيجية تنموية طرحها الرئيس الصيني, تتمحور حول التواصل والتعاون بين الدول, وخصوصا بين الصين ودول أوروبا وآسيا, تتضمن فرعين رئيسيين, وهما حزام طريق الحرير الاقتصادي البري وطريق الحرير البحري. وتنفق الصين حاليا حوالي150 مليار دولار سنويا في الدول ال68 التي وافقت علي المشاركة في المبادرة, وتستهدف من ذلك تأسيس قاعدة أكثر انفتاحا وكفاءة للتعاون الدولي, وشبكة أكثر قوة من الشراكات مع الدول المختلفة, والدفع باتجاه إنشاء نظام دولي أكثر عدلا وعقلانية واتزانا من خلال تنفيذ مجموعة من الاستثمارات في مجال البنية التحتية والطاقة والموارد الطبيعية والصناعة والتجارة, كما تستهدف المبادرة التوقيع علي اتفاقيات تعاون مع دول ومنظمات دولية في مجالات التعاون المالي والعلوم والتكنولوجيا والبيئة وتبادل الخبرات. وبمتابعة القمة نستخلص أن الصين أدركت أهمية التعاون الدولي, بهدف تحقيق مزيد من التنمية, وأعلنتها صراحة بأنه يجب التعاون من أجل بناء عالم اقتصادي جديد يتسم بالتكافل والتكامل وعلي المجتمعات أن تشترك سويا لتحقيق ذلك, دون إغفال لمبادئ التنمية المستدامة. واستنادا إلي ذلك تعمل مصر علي تحقيق تلك المبادئ, الأمر الذي أهلها لتكون ضمن الدول المشاركة.