لو أن الظروف طبيعية, ولو أن عندنا مجلس إدارة لاتحاد كرة القدم يعرف معني المصلحة العامة لكان قرار إقالة أو استقالة حسن شحاتة المديرالفني للمنتخب الوطني متسرعا وغير مقبول. خاصة إذا كان الاتجاه هو إسناد المهمة إلي مدرب وطني, لأننا أمام جهاز حقق ثلاث بطولات أفريقية متتالية, ومن حقه الاستمرار لعله يحقق الحلم الأكبر بالصعود نهائيات كأس العالم2014 في البرازيل, ولكن الأمور توقفت عند هذا الحد لأنه لابد أن يقدموا قربانا كعادتهم! وبقدر ما كانت الانتصارات مبهرة حتي خرج لها الناس في بر مصر بقدر ما كان الحزن بعد الخروج المهين من تصفيات كأس الأمم الإفريقية في مجموعة تضم جنوب أفريقيا وسيراليون والنيجر, وهي فرق كانت تصاب بالرعب لمجرد نطق اسم الفراعنة.. ولا أحد يعفي الكابتن حسن شحاتة من المسئولية, حتي هو نفسه يؤمن بأخطاء ارتكبها مع جهازه المعاون في مسيرة السنوات الست ولكن كم تداري الانتصارات من عورات! الأزمة في رأيي ليست في حسن شحاتة ولا من قبله ولا من سيأتي بعده, ولكن في اتحاد الكرة الذي يرأسه سمير زاهر وقضي علي كل لمسة عمل وجمال, وأتي علي كل المنتخبات الوطنية, وتفرغ لبيع كل شيء طمعا في المكاسب المختلفة, والمتاجرة بجهود المدربين الذي حققوا انتصارات بعد أن نجحوا في عزل منتخباتهم عن الإدارة العرجاء, ومن هؤلاء حسن شحاتة الذي عاني الكثير ولكنه لم يكن يتكلم مادام أن العجلة دائرة وتعمل بنجاح وكفاءة! وما حققه ضياء السيد مع منتخب الشباب وصعوده إلي نهائيات كأس العالم كان نتيجة كفاحه وجهده وإعداده- خاصة النفسي- للاعبين, ومازال هاني رمزي يحاول التأهل لدورة لندن الأوليمبية رغم العراقيل التي توضع أمامه والتجاهل التام لفريق يبحث عن الأمل الضائع منذ عام.1992 وكشف الحساب النهائي والحقيقي بعيدا عن مزايدات سمير زاهر وأبواقه الإعلامية التي لم يعد يصدقها أحد هو الفشل التام, بل والتمثيل بجثة الكرة المصرية, إضافة إلي مجموعة جرائم تصل بصاحبها إلي السجن مدي الحياة, فكم من فضائح ارتكبت, وقرارات اتخذت علي غير عدل وشفافية, ومستندات شابها التزوير, ولوائح انتهكت وداسوها بالنعال, ومشروعات مثمرة حبسوها في الأدراج, ومؤامرات نسجت, وشباك نصبت, وخيانات وقعت.. تلك هي الحقيقة المرة التي لا يقول بها رئيس اتحاد الكرة, ومطلوب منا أن نصدقه كما يريد أن نصدقه في قوله إن ابنه ذهب إلي ميدان التحرير. وأنه أول من ساند الثوار مع أنه كان اليد التي تبطش بكل من وقف في وجه النظام الفاسد الذي أعطي الأوسمة علي الفاضي والمليان, و كرم من لا يستحق إلا ضرب الحذاء! [email protected]