إيران قادرة علي امتلاك أسلحة نووية خلال5 أيام تحت هذا العنوان نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية تقريرا أشارت فيه إلي الحرب الكلامية التي نشبت بين واشنطنوطهران خلال الأيام الأخيرة والتي علي إثرها أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أن بلاده قادرة خلال ساعة ونصف الساعة فقط أن تكون اقوي مما كانت عليه قبل إبرام الاتفاق النووي. وجاءت تصريحات إيران ردا علي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي هدد بالانسحاب من الاتفاق النووي نظرا لتجاوزات إيران وعدم التزامها الكامل ببنوده, وأيضا ردا علي العقوبات التي فرضتها واشنطن علي طهران هذا الشهر. يبدو أن إيران تسعي إلي استغلال حالة التخبط والقلق التي تعيشها أمريكا بسبب أزمتها مع كوريا الشمالية في الضغط علي الإدارة الأمريكية بسلاح امتلاك القنبلة الذرية خلال أيام, آملا في تخفيف العقوبات عليها أو حتي التوقف عن فرض المزيد منها, وهو ما لم تقبله واشنطن التي تسعي إلي وقف الطموحات النووية لإيران وكذلك كوريا الشمالية. وقالت أيضا صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن إيران لن تحصل علي الإجابة التي تريدها خاصة وان ترامب استوعب لغة التهديدات التي تستخدمها طهران بين الحين والآخر, لذا سار علي دربها وهدد بنسف الاتفاق النووي خاصة وان واشنطن غضت بصرها كثيرا عن الانتهاكات التي تمارسها إيران في سوريا وسيطرة قواتها علي ممر رئيسي بين دمشق وبغداد وكذلك دورها المشبوه في أفغانستان وتقاربها مع حركة طالبان, وكذلك دورها في اليمن حيث تدعم المتمردين الحوثيين في مواجهة التحالف العربي الذي تقوده السعودية, الأمر الذي جعل البلاد تعيش أسوأ أزمة إنسانية في العالم, فقد راح ضحيتها الآلاف الذين قتلوا في الحرب أو ماتوا نتيجة الكوليرا والمجاعة فضلا عن تشرد الملايين. وسعت إيران طوال الأشهر الماضية إلي التقليل من وطأة العقوبات الأمريكية عليها, فسارعت بعقد صفقات بمليارات الدولارات مع دول وشركات عالمية, وهو الأمر الذي ساعدها علي جذب كثير من الاستثمارات الأجنبية, إلا أن عدم رضا ترامب عن سياساتها النووية وتهديده بالانسحاب من الاتفاق النووي يؤكد انه يخطط لفرض المزيد من القيود علي إيران وهو الأمر الذي سبقته بسلسلة من التهديدات كان أبرزها قدرتها علي امتلاك قنبلة نووية خلال أيام. وقد يدخل ترامب في مواجهة شرسة مع دول الاتحاد الأوروبي وكذلك روسيا والصين الذين أكدوا من قبل رفضهم التام لإلغاء الاتفاق النووي الذي ابرم مع إيران واعتبروه انجازا كبيرا للرئيس السابق باراك أوباما, إذ أنقذ العالم من مخاطر نشوب حرب شرسة بين واشنطنوطهران. والسؤال هل يمكن لترامب ان يهدد إيران بعمل عسكري في نفس التوقيت الذي يهدد فيه كوريا الشمالية باستخدام القوة؟ فمن المؤكد أن واشنطن لن تستطيع أن تدخل حربين في آن واحد, وهو ما تستغله إيران للضغط عليها.