أظهرت دراسة فرنسية نشرت في مجلة نيتشر كوميونيكشنز أن تزايد ارتفاع درجة حرارة الأرض ربما يبدد النجاح الذي حققته جهود خفض ثقب الأوزون في أوروبا. وقال الباحثون تحت إشراف أودري فورتيمس شيني من معهد بيير سيمون لابلاس للدراسات البيئية إنه إذا لم يتم تخفيض المركبات الطليعية فإن القيم المعيارية للأوزون القريب من الأرض في منطقة البحر المتوسط ربما تم تجاوزها علي مدي ما يصل إلي100 يوم من العام وهو ما من شأنه أن تكون له تأثيرات كبيرة علي صحة البشر وعلي النباتات. تظل أضرار الأوزون, حسب تأكيدات الباحثين, تمثل مشكلة بيئية كبيرة في أوروبا وأن هذا هو السبب وراء الجهود التشريعية الحالية لخفض المركبات الطليعية التي تسبب الأوزون وعلي رأسها أكاسيد النيتروجين والمركبات العضوية المتطايرة والناتجة بشكل خاص عن عوادم السيارات. قارن الباحثون في دراستهم سيناريوهين مختلفين لمشكلة الأوزون, وفقا للسيناريو الأول فلن تنخفض العوادم المسببة لظاهرة الدفيئة التي ينتج عنها ارتفاع حرارة الأرض مما سيؤدي لارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض بما يصل إلي ثلاث درجات بحلول منتصف القرن الحالي وهو ما سيؤدي بدوره إلي ارتفاع مستوي الأوزون بنسبة قد تصل إلي8% مقارنة بالسيناريو الثاني الذي يفترض خفض العوادم بشكل معتدل وارتفاع درجة حرارة الأرض بواقع درجتين مئويتين خاصة في المناطق ذات الصناعات الكثيرة والمدن الكبيرة ومنطقة جنوب أوروبا. وعزا الباحثون الفارق بين السيناريوهين إلي ارتفاع كثافة غاز الميثان الذي يحمله الباحثون مسؤولية كبيرة عن ارتفاع درجة حرارة الأرض وكذلك اتساع ثقب الأوزون. لذلك فإن الباحثين أشاروا إلي ضرورة تعزيز الجهود الرامية لخفض المركبات الطليعية التي تؤدي لاتساع ثقب الأوزون وكذلك خفض نسب غاز الميثان عالميا. وينشأ الميثان من تربية الأبقار بشكل واسع وزراعة الأرز وكذلك في محطات معالجة مياه الصرف الصحي ومكبات النفايات. في غضون ذلك, يبقي الإيطاليون داخل منازلهم ويتجنبون شواطئهم فيما تضرب البلاد المطلة علي البحر الأبيض المتوسط موجة شديدة الحرارة تجاوزت خلالها درجات الحرارة40 درجة مئوية. وصدرت تحذيرات من المستوي الثالث في وزارات الصحة في عدة دول أوروبية, وهو الأعلي في عدد من المدن في مختلف أنحاء البلاد من بينها بولتسانو وباري وميلان وروما وتورين وفورنسا وفينيسيا. وتشكل الحرارة خطرا علي الصحة بالنسبة لعموم السكان, لا بالنسبة للأطفال الصغار والمرضي فحسب, كما أشارت خدمة الأرصاد إلميتيو دوت آي تي إلي أن سبب الموجة الحارة هو وصول موجة ضغط مرتفع تعرف باسم لوسيفر أو( الشيطان) من قارة إفريقيا. وتعاني مناطق عديدة في وسط وجنوبإيطاليا من موجة جفاف غير عادية, أسفرت عن حرائق غابات ونقاشات حول ترشيد استهلاك المياه في روما.