في محاولة جادة من الكنيسة القبطية الأرثوذكية للحد من قضايا الاحوال الشخصية بين الاقباط في ظل عدم إصدار قانون الاحوال الشخصية لغير المسلمين, الذي يسمح بالطلاق بين الزوجين في حالة حدوث خلافات زوجية خاصة وأن حالات المطالبين بالطلاق أصبحوا من الشباب حديثي الزواج, قررت الكنيسة الأرثوذكيسة عدم السماح بكتابة عقد الزواج إلا بعد حصول الزوجين علي دورة تدريبية في مركز تابع للكنيسة الأرثوذكسية بمختلف المحافظات وأكد الدكتور عادل حليم المحاضر بمركز المشورة التابع للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في تصريحات ل الاهرام المسائي أنه وفقا لتعليمات البابا تواضروس الثاني بدأت الكنيسة الأرثوذكسية بعمل دورات توعية للشباب المقبلين علي الزواج مستقبلا, ومدة الدورة التدريبية ما بين6 إلي8 أسابيع, وأسبوعيا يتم عمل محاضرتين, وتركز المحاضرات علي الجانب النفسي والتأهيلي قبل الزواج, ويتم عمل محاضرات عن الثقافة الجنسية لكي يعرف كل طرف منهم حقوقه والواجبات التي عليه تجاه الأخر, كما يقوم المركز بعمل محاضرات توعية بالمشاكل التي يمكن ان تحدث بين الزوجين مستقبلا وكيف يمكن التغلب عليها. وأضاف حليم أن الهدف من المحاضرات هو نقل الخبرات وتأهيل الشباب للحد من ظاهرة المطالبة بالطلاق, لأن هدفنا تكوين أسرة ناجحة لاتهدم بسهولة في حالة تعرضهم للمشاكل مستقبلا, كما يتم عمل محاضرات دينية من واقع الكتاب المقدس نشرح للشباب خلالها أهمية الحفاظ علي الأسرة وتكوين نشء سليم. وأشار حليم إلي انه في نهاية كل دورة تدريبية يحصل الشباب المقبل علي الزواج علي شهادة تفيد بأنه حصل علي الدورة التدريبية وأنه مستعد للزواج وتحمل المسئولية وتقدم الشهادة للكنيسة التابع لها من أجل الحصول علي تصريح بالزواج وإقامة طقوس الخطوبة والزواج, وقبل شهر يوليو الجاري كانت الدورات اختيارية ولكن بعد قرار البابا تواضروس أصبحت إجبارية علي الجميع, والدورات بسعر رمزي تغطي فقط تكاليف المطبوعات التي تمنح لهم, وبالنسبة للمحافظات التي ليس بها عدد كاف من المحاضرين يتم انتقال خبراء ومحاضرين معهد المشورة إلي تلك المحافظات لإجراء المحاضرات علي الزواج. ومن خلال تصفح الموقع الإلكتروني لمعهد المشورة فإن الدورة التدريبية تكلف75 جنيها لكل فرد وعدد الحضور300 شخص, والمركز يجري الكثير من الدورات ومن بين الدورات التي يعقدها المعهد دورة بدون إحراج التي تتحدث عن العلاقات الجنسية وكيفية التغلب علي المشاكل التي قد تحدث بين الزوجين ودورة أخري تحمل اسم الاستعداد للزواج وهي المقبلين علي مرحلة الخطوبة ودورة خاصة لتربية الأطفال ودورة أخري لتنمية وتطوير الذات. ومن جانبه قال القمص سرجيوس سرجيوس وكيل الكاتدرائية الكبري بالعباسية أن المجتمع المقدس اعتمد قرار البابا تواضروس الثاني بأن تكون الدورات التدريبية إجبارية للشباب المقبولين علي الزواج, وذلك للحد من المشاكل الأسرية التي تحدث مستقبلا بعد الزواج, مشيرا إلي أن قانون الأحوال الشخصية لغير المسلمين مازال في الإدراج بعد توافق الكنائس الثلاث علي أن لكل كنيسة فصلا خاصا لها تضع فيه ما تراه مناسبا وفقا للطقوس الكنيسة, وهذا القانون سوف يساعد في حل العديد من المشاكل الزوجية ونتمني أن يعرض علي البرلمان في الفصل التشريعي القادم.