وسط تفاؤل غير مسبوق بإمكانية حدوث تقارب بين الرياضوبغداد, بعد سنوات من علاقات تفاوتت بين القطيعة والبرود جراء التدخلات الإيرانية, توالت التصريحات والتعليقات من المحللين, علي زيارة رجل الدين العراقي البارز مقتدي الصدر للسعودية. ويتوقع مراقبون أن تكون زيارة الصدر للرياض ولقائه كبار مسئوليها, وفي مقدمتهم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان, بداية لحصد نتائج جهود دبلوماسية بذلتها السعودية لإعادة العراق إلي حاضنته العربية, خلال الفترة الأخيرة. وقال إعلامي سعودي مقرب من الاجتماعات التي أجراها الصدر مع المسئولين السعوديين, إن الأجواء الإيجابية للزيارة تفوق التوقعات, وإن الحديث حول الزيارة وصل بين الإعلاميين والمستشارين الحاضرين إلي حد التوقع برفع التمثيل الدبلوماسي للرياض, من قائم بالأعمال إلي تعيين سفير سعودي في بغداد في الفترة القريبة المقبلة. وأضاف أن التفاؤل يمثل نتيجة طبيعية ومنطقية لجهود دبلوماسية عملاقة, بذلتها الرياض لإعادة العراق إلي حاضنته العربية من النفوذ الإيراني, وأن الوقت حان لحصد نتائج تلك الجهود التي بدأت في العام2015 بشكل جاد. وأوضح أن زيارة الصدر تمثل الجانب الشعبي للعراق, حيث يمثل الصدر شريحة واسعة من العراقيين ذوي الانتماء العشائري العربي, لتعزز من العلاقة الرسمية بين البلدين التي تشهد بدورها تحسنا ملحوظا ومتسارعا. وبدت العلاقات السعودية العراقية الرسمية في الأيام الماضية, أفضل مما كان يعتقد علي نطاق واسع, عندما استقبلت الرياض وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي, الذي يرتبط اسمه بميليشيات الحشد الشعبي التي تواجه تهما بالطائفية, وسط توقعات بافتتاح منفذي عرعر وجميمة الحدوديين بين البلدين, وتشغيل خطوط الطيران التي توقفت منذ الغزو العراقي للكويت في أغسطس.1990 وجاءت زيارة الصدر لتعزز من تلك النظرة المتفائلة, لعزم الرياض علي سحب البساط من تحت إيران, التي تمتلك نفوذا واسعا في العراق, حيث أصبح للسعودية بالفعل مؤسسات رسمية وأحزاب سياسية وقوي شعبية عراقية, مرحبة بعلاقات وثيقة مع الرياض. وإضافة لرسائل الود والمؤشرات الرسمية العديدة بين السعودية والعراق, تنمو علاقة شعبية تظهر تغييرا في الرأي العام بين أبناء البلدين, يتجاوز النظرة السلبية السابقة لكل منهما حول الآخر, إبان ذروة الطائفية التي وسمت الصراع في العراق والمنطقة بشكل عام. وتعليقا علي الزيارة, قال الكاتب السياسي السعودي مبارك آل عاتي, إن السعودية تواصل نجاحها في احتواء العراق وإعادته لعروبته, وتطهيره من الأدوات الإيرانية التي سلمته لطهران وابتزت مقدراته. فيما أكد الكاتب شجاع المطرفي في سياق مقارب علي أن أهل العراق أهلنا بمختلف طوائفهم ونحلهم. بدورهم, كتب نشطاء عراقيون مؤيدون لرجل الدين مقتدي الصدر, عبارات وتدوينات مشابهة حول الزيارة ركزت علي الرابط العربي بين البلدين, متجاوزة النظرة الطائفية التي سادت في الماضي.