لم يعد ثمة شك في أن قطر تدعم الإرهاب وكان اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس في حواره مع شبكة سي بي إن الأمريكية هو أحدث دليل علي تورط الدوحة في دعم وتمويل الإرهاب. كان حديث الرئيس الأمريكي قاطعا بان قطر تمول الإرهاب وعرفت بذلك منذ فترة ويجب عليها أن تتوقف فورا, بل أن ترامب استخدم تعبيرا بأن قطر عرفت بأنها تمول الإرهاب وقلنا لهم لا يمكنكم فعل ذلك. ولا بد من تجويع الوحش.. والوحش هو الإرهاب. لم يكتف ترامب بإظهار حقيقة الدوحة برعايتها للمتطرفين, بل وصل إلي ابعد من ذلك بالتهديد بسحب القاعدة الأمريكية من العديد وان هناك عشرات الدول جاهزة لاستقبالها إذا لم تتراجع قطر عن مشوارها. استمرت الدوحة في عنادها غير المفهوم وأفسدت جهود كل من حاول العمل من أجل حثها علي الالتزام بوقف دعم الارهاب من أمريكا وبريطانيا وألمانيا الفترة الماضية, والآن لم يعد أمامها إلا الوسيط الفرنسي وزير شئون أوروبا والخارجية الفرنسية جان ايف لودريان الذي يأتي إلي المنطقة لتحقيق ترضية سريعة, والذي أجري أمس مباحثات في الدوحة والرياض وقال أيضا من مقر انعقاد المؤتمر الصحفي مع وزير خارجية قطر انه يجب محاربة الإرهاب ووقف تمويله. في شهر سبتمبر عام2016 كشف الشيخ حمد بن فيصل آل ثاني, عضو مجلس إدارة رابطة رجال الأعمال القطريين خلال انعقاد أعمال مجلس الاستثمار الثالث, بتنظيم رابطة رجال الأعمال القطريين, بالتعاون مع السفارة الفرنسية بالدوحة, عن أن الاستثمارات القطرية في فرنسا تتجاوز20 مليار يورو, وان فرنسا تأتي في المرتبة الخامسة بين موردي قطر, حيث وصل حجم المبادلات التجارية إلي ملياري يورو في عام.2015 هل يمكن أن نتوقع أن تستخدم فرنسا كارت الاقتصاد كوسيلة ضغط علي الدوحة لتحقيق خطوة ايجابية في مسار الأزمة مع الدول العربية التي تربطها أيضا بفرنسا علاقات اقتصادية نامية واستثمارات متبادلة, مادام التوجه الدبلوماسي لم يعد يجدي نفعا؟ فماذا إذا لم تستجب قطر أيضا للضغوط الاقتصادية؟ هنا ستثبت رؤية وجود طرف خفي يخطط للدوحة تحركاتها مع العرب ومن ثم تعويضها بدلا من خسائرها المتوقعة, بالإضافة إلي الخسائر اليومية التي لا تجرؤ قطر علي أن تفصح عنها لعدم إظهار انهيارها.