يكاد يتفق كثير من خبراء مكافحة الإرهاب علي أن قطر كانت ولا تزال ملاذا لقادة المنظمات الإرهابية وعناصرها وقد استمر ذلك منذ20 عاما علي الأقل, وكان أحد هؤلاء الذين وجدوا ملاذا آمنا لديها خالد شيخ محمد مدبر هجمات11 سبتمبر علي الولاياتالمتحدةالأمريكية. وبينما يربط هؤلاء الخبراء ان اسم أسامة بن لادن زعيم القاعدة السابق بهجمات سبتمبر فإنهم ينظرون إلي خالد شيخ باعتباره هو العقل المدبر الحقيقي للهجوم الإرهابي, كما أن لديه قدرة لا مثيل لها للتخطيط للهجمات الإرهابية واسعة النطاق وهو ما كان يفتقر إليه أسامة بن لادن. وفي هذا تؤكد صحيفة( نيويورك ديلي نيوز) في مقال نشرته تحت عنوان( قطر وتاريخ من دعم الإرهاب) أن ما وجهته الدول العربية لقطر ليست مجرد اتهامات للإمارة الضالة ولكنها عبارة عن حقائق واضحة سواء فيما يتعلق بإيواء عناصر القاعدة أو الإخوان المسلمين. وللتعرف علي تاريخ خالد شيخ الإرهابي فقد نشأ في الكويت وأمضي أربع سنوات للحصول علي درجة البكالوريوس في ولاية كارولينا الشمالية, وبعد هجوم نيويورك عاد إلي مانيلا عام1995 عندما كانت متورطا فيما يسمي بمؤامرة بوجينكا لتفجير الطائرات الأمريكية في المحيط الهادي. وبحلول عام1996 وبسبب مؤامرات نيويورك ومانيلا اعتبرته الولاياتالمتحدة أخطر إرهابي في العالم. وفي وقت لاحق من هذا العام كان هناك اتهام جنائي اتحادي لخالد شيخ, وكانت أمريكا تحاول تحديد مكانه إلا أن المفاجأة أنه كان مختبئا في قطر برعاية الأسرة الحاكمة القطرية حيث حصل علي وظيفة في إحدي دورات المياه. وكان هناك إجماع لدي المخابرات الأمريكية انه لا يمكن الوثوق بقطر حيث إنها لها تاريخ من التعاطف مع الإرهابيين, واكتشفت أمريكا أن هناك عضو في العائلة المالكة القطرية له علاقات مع جماعات مثل القاعدة كما انه يرعي خالد شيخ الإرهابي العالمي و من ثم قررت الولاياتالمتحدة اختطاف خالد شيخ و ذلك علي الرغم من أنها كانت لا تريد انتهاك أراضي دولة ذات سيادة و لكن العناد القطري هو الذي جعلها تفكر بهذه الطريقة. وبعد مشاورات مطولة داخل إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون قررت الإدارة الأمريكية الاقتراب من قطر وطلبت من السفير الأمريكي آنذاك التحدث إلي أمير قطر ليعطي أوامر لجهاز الأمن القطري, وكان الطلب الأمريكي يتمثل في تجهيز خالد شيخ حتي يأتي فريق الاعتقال الأمريكي لنقله من قطر إلي الولاياتالمتحدةالأمريكية, وفي غضون ساعات من اجتماع بين السفير الأمريكي وأمير قطر آنذاك قال المسئولون القطريون أن خالد شيخ غادر البلاد ولم يوضحوا كيف تم ذلك.