تباين عدد من الأراء المتخصصة من الإعلاميين حول عمل الصحفيين والرياضيين والفنانين والاطباء والدعاة في مجال تقديم البرامج بين مؤيد ومعارض. حيث اتجه البعض الي أن عمل المشاهير سيسهل عملية نقل المعلومات الي المشاهدين بسبب الجماهيرية التي يتمتعون بها بدلا من الإتيان بمذيع جديد ليست له أي نسبة مشاهدة أما البعض الآخر فعارضوا بشدة وأكدوا أن مهنة المذيع لها مواصفات خاصة يصعب توافرها في أي شخص وان شهرة مقدم البرنامج ليست مؤشرا علي نجاحه في مخاطبة عقول الناس أو التأثير فيهم كما ان كثيرا منهم ساهموا في إحداث ازمات سياسية ودينية تقول د.ليلي عبد المجيد عميدة كلية الإعلام الأسبق: تلجأ اغلب القنوات الي استغلال نجاح مسبق لفنان أو رياضي او صحفي والتعاقد معه علي تقديم برنامج لاغراض تجارية في المقام الاول من أجل توفير المجهود الذي كان سيبذل من أجل تعريف المشاهدين بأحد المذيعين الجدد, أيضا ولضمان كسب نسبة مشاهدة عالية للبرنامج الذي يقدمه هذا الشخص المشهور وبالتالي جلب إعلانات كثيرة عليه في حين ان الاعلاميين لهم مواصفات اخري بجانب القبول والجماهيرية ممثلة في أن يكون الإعلامي مدربا علي التعامل مع الرسالة الاعلامية بحرفية شديدة, ويعرف خصائص الجمهور الذي يخاطبه كما يمتلك العديد من المهارات في الحوار والتغطيات الاعلامية, بعكس المذيعين غير المتخصصين من الرياضيين والفنانين والكتاب الذين يعتمدون علي فريق كبير من الإعداد وأن دورهم يقتصر علي نقل مايكتب لهم دون إضافة أو حذف في الوقت الذي يكون فيه المذيعون الإصليون يشاركون في الاعداد بل إن أغلبهم يقومون بإعداد برامجهم الأمر الذي يجعله علي قدرة عالية في إدارة الحوار بشكل يثري الحلقة والقضية المطروحه للنقاش, واضافت لذا فعمل غير المذيعين في تقديم البرامج وتحديدا غير المتخصصين يعد أمرا خطيرا حيث يضر بالإعلام بشكل كبير, وإن اغلب القنوات التي تلجأ الي الاستسهال وتستعين بأشخاص مشهورين لتقديم برامج علي شاشتها قد تحقق ارباحا مادية كبيرة علي المدي القريب ولكن علي المدي البعيد قد يضر ذلك بسياستها الاعلامية في حالة اذا كانت قائمة علي اسس سليمة وواضحة, ورغم ذلك لا أنكر أن هناك استثناءات لبعض الفنانين والرياضين والصحفيين ممن نجحوا في الاقتراب من وظيفة المذيع بشكل كبير وحققوا خبطات إعلامية ونسبة مشاهد عالية ولكن في النهاية تقديم البرامج مهنة لها قواعد واسس ومواصفات خاصة لاتتوافر في اي شخص الا بعد التدريب واكتساب خبرات معينة تسمح بمخاطبة عقول الناس وتسعي للتأثير فيهم وتساعدهم علي فهم مايدور حولهم بوعي. الاعلامي حسن حامد رئيس اتحاد الاذاعة والتليفزيون السابق يقول: بصراحة لايمكن أن يقول رأيا قاطعا في مثل هذه الظاهرة لأن هناك البعض من الفنانين والصحفيين والرياضيين نجحوا في ارتداء عباءة المذيع ولا يمكن الاستغناء عنهم وتحديدا في البرامج المتخصصة الرياضية والفنية والطبية والبعض الآخر فشل ولم يحققوا أي إفادة للمشاهد سوي أرباح مادية من الإعلانات التي عرضت علي برامجهم ذهبت لأصحاب القنوات التي ظهروا عليها وأضاف: الامر الذي يستفزني كثيرا وكأن مهنة المذيع مهنة من لامهنة له حيث لاحظت عددا كبيرا من الشخصيات العامة من مختلف المجالات يظهرون علي الشاشة كمقدمي برامج معتمدين علي جماهيريتهم كل في مجاله, علي الرغم من افتقاد اغلبهم لمقومات المذيع الذي درس أساسيات الإعلام وتدرب علي ايدي خبراء في الاعلام سواء من خلال عمله او في دورات تدريبية حصل عليها, الأمر الذي يترتب عليه فقدانه لجزء كبير من مكانته بين الناس بعد ان يتضح لهم ان اتجاهه لتقديم البرامج جاء بهدف جمع مزيد من المال وليس بهدف الابداع أو حبا في مهنة التقديم, مما ينعكس علي أداء الإعلام بصفة عامة ويدفع به الي الوراء في محاولة للتأكيد علي أن الاعلام أصبحت تحكمه الإعلانات وليس الموضوعات والقضايا المطروحة. أما د. عدلي رضا وكيل كلية الإعلام بجامعة القاهرة فيقول: من يملك مهارات اعلامية ولديه فهم لمتطلبات العمل الاعلامي اهلا به كمذيع ومن لايملك اي قواعد مهنية وان كنت اري ان أغلب الدخلاء علي مهنة المذيع يفتقدون لها فعليهم ترك المجال لمن هم قادرون علي القيام بالمهمة, حيث اصبحت القنوات الرياضية والفنية والدينية مجالا خصبا لإجتذاب الجماهير عن طريق المشاهير من اجل جذب الاعلانات, في حين ان الأسماء الشهيرة لاتكفي لعمل اعلامي جيد وان90% من هولاء غير مؤهلين لهذه المهمة سواء علي مستوي البرامج الدينية أو الرياضية بصفة خاصة, وأضاف: انا اقدر قيمة كل الاسماء الكبيرة المشهورة لكن يجب ان يعلموا جيدا ان الاعلام مسئولية وله قواعد واخلاقيات وان الافتقاد لها سيؤدي الي عواقب وخيمة وهذا ماحدث بالفعل من قبل بعض الرياضيين في الازمة التي وقعت بين الجزائر ومصر, والفتنة الطائفية التي وقعت بفعل بعض القنوات الدينية. لذا اقترح إنشاء مجلس اعلي للقنوات الفضائية يمثل فيه الشخصيات العامة التي تراعي الصالح العام واصحاب القنوات بهدف وضع حد للتجاوزات التي تصدر من قبل مقدمي البرامج وهذا معمول به في دول العالم المختلفة, وانه علي اصحاب القنوات حسن اختيار مقدمي البرامج وفقا لمعايير موضوعية أكثر من معايير الشهرة والجذب.