ماذا يعني الهروب من الحرب أو الكوارث أو الاضطهاد ؟ ماذا يعني أن يترك الإنسان كل شيء وراءه ؟.. إن الناس الذين يعيشون هذا الكابوس في جيلنا هذا أكثر من أي وقت مضي وقصصهم ينفطر لها القلب, مشقة, انفصال, وموت, وقد لقيت العديد ممن يفتقدون أشياء كثيرة لكنهم لا يفقدون أبدا ما يراودهم من أحلام من أجل أطفالهم أو رغبتهم في تحسين عالمنا ولا يطلبون إلا القليل في المقابل دعمنا فقط وتضامننا, ومن الملهم حقا أن نري بلدانا تملك أقل من غيرها لكنها تفعل في الغالب أكثر لصالح اللاجئين. واليوم العالمي للاجئين مناسبة لنا للتفكير مليا في شجاعة الذين فروا والتعاطف مع الذين يرحبون بهم ولنعقد العزم علي إعادة ترسيخ سلامة النظام الدولي لحماية اللاجئين وإتاحة فرصة للجميع لإقامة مستقبل أفضل معا.. كانت هذه رسالة الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة والتي تم بثها من خلال فيديو قصير يعرض مجموعة من اللقطات والصور لأعداد كبيرة من اللاجئين حول العالم أغلبهم من الأطفال. مع اللاجئين هو الشعار الذي اختارته المنظمة للاحتفال بيوم اللاجئين هذا العام للتأكيد علي ضرورة مساندة شعوب العالم لكل اللاجئين والقيام بجميع الجهود وتقديم كل المساعدات التي يحتاجون إليها. ويتم الاحتفال بيوم الاجئين في يوم20 يونيو من كل عام للتأكيد علي شجاعة ملايين اللاجئين الذين واصلوا الحياة رغم كل الصعوبات التي واجهتهم منذ فروا من بلادهم حتي وصلوا إلي أرض وطن بديل, كما يتم استعراض أبرز المشكلات التي يتعرضون لها ورصد قصص المعاناة التي مروا بها, حتي رعاية المفوضية العليا لشئون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة. وتم الاحتفال به للمرة الأولي في عام2001, وتم اختيار يوم20 يونيو لتزامنه مع الاحتفال بيوم اللاجئين الأفريقي الذي يحتفل به عدد من الدول الأفريقية. وأكثر من65.3 مليون شخص في جميع أنحاء العالم اضطروا للفرار من بلادهم, بينهم ما يقرب من21.3 مليون لاجئ, أكثر من نصفهم تحت سن18 عاما, ينتشرون في مختلف أنحاء العالم كما تشير إحصائيات مفوضية شئون اللاجئين التي أوضحت أن أكثر من نصفهم في آسيا و28% منهم في أفريقيا بالإضافة إلي10 ملايين من عديمي الجنسية حرموا من الحصول علي الحقوق الأساسية كالتعليم والعمل والعلاج.