من دون الأسماء اختار له أبوه اسم عنتر ذلك الفارس الشجاع المقدام الذي ستظل أسطورة حبه الرومانسية وعشقه لابنة عمه عبلة بنت مالك العبسية, لكن عنتر ابن شداد الفارس غير هذا العنتر الذي ظهر في إحدي قري مركز إدفو بأسوان في صورة تاجر لنبات البانجو المخدر علي أمل أن يكون هو نفسه أسطورة للشر. وجاء اختيار الأب لهذا الاسم ليروق تماما لهذا الطفل الصغير الذي نشأ علي كيفية التلذذ بالعنف وإظهار القوة, فكان كثيرا ما يؤذي أولاد القرية وبناتها تارة بالضرب وأخري بالمقالب الخطرة علي حياتهم وثالثة بسرقتهم بالإكراه. ومرت الأيام وكبر من كبر وترك القرية من ترك للبحث عن لقمة عيشه, ليدخل جيل الثمانينات الذي ينتمي إليه عنتر مراحل عمرية جديدة من المراهقة التي عكست تماما جيناته الشريرة ليظل دائم الهروب من مدرسته غير مبال بشكاوي مدرسيه وعقاب والده الذي اضطر إلي طرده للتخلص من مشاكله, وهنا بدأ الصبي يدخل مرحلة جديدة من حياته, فرغم تقدم مستوي التعليم في القرية التي أنجبته وتولي رفقاء عمره مناصب مرموقة في المجتمع, إلا أنه لم يغر وحصر قدوته وطموحه عند طلقة بانجو أو شريط برشام مخدر يبحث عنهم في كل مكان, حتي وقع صيدا ثمينا في فخ الأشرار بالعمل مقابل المزاج وهو الذي لم يشف غليله ولا يرضي طموحه. وفيما كان عنتر يفكر في أسهل الطرق للوصول إلي كبار تجار الكيف معتمدا علي اسمه الذي ربما تسبب في شهرته وذياع صيته, طلب من أحد أصدقائه المقربين أن يعرفه علي أحد التجار المعروفين بالمركز لعله يساعده في تمويل تجارته المحرمة لتوزيع البانجو, وبالفعل ساعده الرجل والصديق ليبدأ اسمه في التردد من جديد في سوق المخدرات دون أن يدري أن هناك عيونا ترقبه من الناضورجية والمرشدين الذين أبلغوا عنه في أكثر من واقعة نجح في الإفلات منها وبكميات كبيرة. ولأن من يعتقد في نفسه الشطارة والنباهة دائما ما يسقط في شر أعماله, وقع عنتر في قبضة رجال الأمن في أسوان أثناء حملة قادها العميدان خالد إبراهيم ومحمود عوض مدير ورئيس إدارة البحث بمديرية أمن أسوان وبحوزته6 كيلو جرامات من البانجو فقط. وفيما كان رجال المباحث يحررون له المحضر اللازم بديوان مركز إدفو, كان أهل قريته يهتفون عنتر راح.. عنتر راح.. عنتر شايل بانجو