أعجبتني تصريحات الكابتن محمود بكر بشأن رجال الأعمال ودخولهم مجال الرياضة, فهؤلاء دخلوا المجال من باب الوجاهة الاجتماعية وتحقيق أهداف ذاتية, وأتذكر أن أزهي عصور النادي الأوليمبي الضائع حاليا كانت في عهد العميد الجويني الذي خطط ورسم ووضع أسسا للنادي العريق, كما سيظل التاريخ يذكر بالفضل ما حققه الدكتور كمال شلبي لنادي الاتحاد, حيث تسلم النادي وهو منهار وأعضاؤه19 عضوا ليرحل عنه وعدد أعضائه20 ألف عضو يتمتعون بجميع الأنشطة الاجتماعية والثقافية, ومن قبلهما استقرار مادي وإداري ورياضي, أمثال هؤلاء نماذج ناجحة للرياضة حققوا لها الكثير واستطاعوا أن يجمعوا محبي الرياضة معهم, ساعدهم في ذلك وجود منظومة إدارية علي أعلي مستوي كانت ممثلة في وجود وكيل وزارة للشباب متميز, بطل رياضي هو اللواء بشر حرب الذي شهدت الإسكندرية في عهده أفضل عصور التطور الرياضي بإقامة الصالات والبطولات والنجاحات. والآن ماذا يحدث بالإسكندرية؟ صراعات وخلافات ومشاحنات.. أقزام يديرون المنظومة الرياضية, فالنادي الأوليمبي انهار وأصبح في خبر كان, وصحف الحوادث أصبحت محل أخباره بعد أن كان يتصدر كبريات الصحف الرياضية, والاتحاد السكندري الذي يعرف ما فيه, وقد أصبح فريسة لكل من هب ودب, والأبطال اختفوا من الساحة السكندرية بعد أن رحل رجال الرياضة عنها, وابتعدوا عن إدارة المنظومة الرياضية. إنها لمأساة أن تسقط العاصمة الثانية والمدينة الأوليمبية صاحبة أكبر إنجاز بميداليات أوليمبية في تاريخ مصر. مشكلة الإسكندرية أنها لم تعد تستطيع النهوض بها أو إعطاء رجالها الرياضيين فرصة, فالدخلاء سيطروا, والمنتفعون ظهروا, والكل ينتظر رصاصة الرحمة تطلق لإعلان نهاية العمل الرياضي السكندري, وقد سقط الأوليمبي, والآن يترنح الاتحاد, ولا أحد يعرف مصيره, والمنظومة الرياضية بالكامل في حاجة إلي إعادة نظر بعد أن انهارت مراكز الشباب, وتهاوت الأندية الشعبية. مسكينة الإسكندرية التي كانت في يوم من الأيام أهم المدن الرياضية.. أصبحت حاليا أفقرها.