تسير وسط تلال وجبال من القمامة تتقافز عليها الكلاب والدواب أو تسكن ملاصقا لها تتنفس رائحتها الكريهة.. ماسبق ليس كابوسا, وإنما حال الطريق الدائري الممتد من بني سويف إلي مراكزها الجنوبية تحديدا عند مركز ببا بالقرب من عزبة إسرائيل أو الجهاد كما يطلق عليها الأهالي مؤخرا. وامتدت تلك المخلفات التي يقوم عمال مركز مدينة ببا بجمعها وإلقائها هناك إلي الطريق السريع, واحتلت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية, ناهيك عن الروائح والحيوانات المتكاثرة علي تلك المخلفات وما تحتويه من نوافق لا حصر لها, ويستطيع السالك لهذا الطريق المتواجدة به تلك الجبال من القمامة أن ينسي أن له أنف من الأساس حتي تنزاح الغمة ويمر بين الروائح الكريهة المميتة والتي تشتم من علي بعد مئات الأمتار.. الأهرام المسائي شاركت الأهالي مأساتهم وكانت السطور التالية.. يقول محمد حافظ أحد أهالي عزبة إسرائيل: يقوم عمال مجلس المدينة بجمع القمامة من مركز ببا وقراها ويلقون بها علي الطريق الدائري تارة وداخل الأراضي الزراعية المتاخمة للدائري تارة أخري وتحديدا عند عزبة إسرائيل, وتسببت تلك القمامة ومخلفات البناء في بوار الأراضي الزراعية الخاصة بنا دون مبالاة أو احترام لممتلكات الآخرين. تؤكد سنية عبد الباسط بائعة خضراوات أن الروائح الكريهة التي تخرج من المقلب غطت جميع بيوت القري والعزب المحيطة بهذا المقلب والذي تخرج منه الحشرات التي تنهش في جلود الصغير والكبير وكل يوم تجد عشرات الجيف والنوافق ملقاة علي قارعة الطريق أو وسط تلك الأكوام من القمامة وتتجمع عليها الكلاب والحيوانات الضالة.. وتقدمنا بعشرات الشكاوي إلي مجلس مدينة ببا دون أن يلتفت إلينا أي مسئول ونناشد محافظ بني سويف بأن ينقذنا من هذا التلوث وبحر القاذورات الذي نعيش فيه. يؤكد محمد سالم طالب من مركز سمسطا أن الطريق الدائري الذي كبد ميزانية الدولة عشرات الملايين أفسده هذا المقلب العملاق الذي نطل عليه كل يوم أثناء ذهابنا لكلياتنا أو أعمالنا فجرارات ولوادر مجلس المدينة تسببت في خراب طبقات الأسفلت التي تم رصف هذا الطريق بها.. فرافعات اللوادر تتسبب في عمل حفر ونتوءات بالطريق وهو ما يعد إهدارا لأموال الدولة في ظل تقاعس مسئولي مدينة ببا عن نقل تلك القاذورات لأماكن آمنة بعيدا عن المناطق السكنية والطرق الرئيسية. وتساءل عبد الوهاب نجاتي مزارع عن سبب ترك رئاسة المدينة لمئات الأطنان من القمامة دون إرسالها للمقالب والمدافن الخاصة بها والتي لا تبعد عن ببا سوي القليل من الكيلومترات والأدهي أن تلك التلال من القمامة المسئول عن تواجدها وسط المناطق السكنية وعلي أراضي الأهالي والطريق الدائري العاملون بمشروع النظافة بالقرية أنفسهم, مشيرا إلي وقوع مشاجرات يومية بين المنقبين عن القمامة النباشين ولا تنتهي ويأتي كل منهم بعصابته ينبشون القمامة ويستخرجون حوائجهم منها مخلفين ورائهم عشرات الأمتار من القمامة المنبوشة والتي تسببت عدة مرات في العديد من الحوادث خاصة عند تناثر بقايا الزيوت علي الطرق المرصوفة والتي تجعل قائد أي مركبة يفقد السيطرة عليها. من جانبه أكد عادل ضيف الله رئيس مجلس مدينة ببا أن المجلس يبحث بالفعل عن مكان جديد لتجميع القمامة به بدلا من إلقائها وتجميعها علي الطريق الدائري وأضاف أنه عندما تسلم مهام عمله كرئيس مجلس مدينة وجد هذا المجمع متواجدا بالفعل وأنه علي علم بمعاناة الأهالي وكانوا لا يشعرون بوجوده لأننا كنا نعمل علي إزالة القمامة أولا بأولا بالمعدات من هذا المجمع ولكن أصابت تلك المعدات أعطال وتحتاج للصيانة فضلا عن بعد المحرقة المتواجدة بسمسطا والتي تبعد عن ببا30 كم ذهابا ومثلها إيابا وعقب فترة قصيرة سننتهي من تلك الإشكالية.