ضربة معلم وخطوة للأمام قطعها الاتحاد المصري لكرة القدم حين قرر أن يستضيف البطولة العربية للأندية التي تعود بعد غيبة طويلة خلال الفترة من21 يوليو إلي5 أغسطس المقبل, قرار رشيد يحمل أبعادا أكبر من الرياضة وأهم من كرة القدم. وحسنا فعل النادي الأهلي عندما تراجع عن فكرة الانسحاب من البطولة, واستمع إلي صوت العقل والمنطق الذي يقول إننا في حاجة لعودة الالتفاف العربي حول مصر, واستنهاض دورنا الريادي والمحوري في السياسة والثقافة والسياحة والرياضة وأولها اللعبة الشعبية الأولي كرة القدم.. فليس غريباأن تتم صياغة الحلم الكروي الجديد من فوق سفح الأهرامات.. كما سيحدث في فعاليات القرعة التي سيجري سحبها غدا, والأهم أن تنطلق قاطرة النجاح من الكنانة, أرض التاريخ ومهد الحضارات. عاد الاتحاد العربي لكرة القدم للأضواء بقيادة الأمير الطموح المتواضع تركي بن خالد الذي يبهر الجميع بفكره واستقلالية آرائه وبعد نظره, لدرجة أبعدته عن الترشح للمناصب الرسمية في بلده السعودية بسبب حدة آرائه وجرأته في الطرح.. وانتقاداته اللاذعة أحيانا. قرر الأمير المثقف أن يعبر البحر ويتجه نحو القاهرة العريقة بعد توليه مسئولية الاتحاد العربي, وأصر أن تكون انطلاقة البطولة من قلبها الأصيل الذي لم تزده الأتربة إلا لمعانا وبريقا, وضع مهرا غاليا للبطولة وقرر أن تصل جوائزها إلي5 ملايين دولار(90 مليون جنيه) يحصل منها البطل علي50 مليون جنيه تقريبا, وجمع أفضل12 فريقا عربيا لتتباري علي كأسها. كان بإمكان تركي بن خالد أن يقيم البطولة في الرياض أو جدة أو يذهب بها إلي دبي أو الدوحة ويجد أفضل التجهيزات وأعلي الإمكانات, لكنه اختارنا, وحمل للمصريين فرصة ذهبية.. فالبطولة تقام وقت الذروة السياحية وتجمع أندية تتهاوي إليها قلوب الملايين.. وستغري الكثيرين بقضاء صيفهم هذا العام في القاهرة.. اتركوا معارككم الكلامية جانبا.. لا تفوتوا الفرصة.. كونوا علي قدر المسئولية.. عبروا عن حضارة وطنكم الضارب في أعماق التاريخ.. أرجوكم لا تخذلونا.