عندما يفقد الشعب أو الجمهور في اي مجتمع او اي بلد الإحساس بالموسيقا يفقد طعم الحياة كما يفقد الإنسان طعم الأكل وهو مريض وعندما تنتشر الأعمال القبيحة علي السطح تختفي الأعمال الجيدة. بمعني أن العملة الرديئة او العملة المزيفة تطرد العملة الجيدة او الصحيحة, هذا هو حال المجتمع في الثلاثة عقود أي حوالي ثلاثين عاما السابقة علي ثورة الخامس والعشرين من يناير سنة2011 كان المجتمع يعيش اسوأ فترة في عالم الموسيقا والغناء, وكتبت الصحف وتبادل النقاد الاتهامات في السبب حول هبوط الكلمة واللحن والأداء وعرفنا الآن بعد أن تم كشف المستور في الحكم والحكام الذين يقومون بإدارة شئون البلاد والفساد والمحسوبية واستغلال المناصب ان هبوط مستوي الموسيقا والغناء كان صورة لحال المجتمع وهذه نظرية معروفة ان الموسيقا تعكس صورة المجتمع, قامت ثورة الخامس واعشرين من يناير ولكن لم تتحرك او تتقدم وتواكب الأغنية الثورة الجديدة واعتمدنا في الإذاعة والتليفزيون علي الأغاني التي عرفناها منذ العصر الذهبي للأغنية وعصر الفن الجميل عصر العمالقة وعصر يهتم فيه الفنانون بما يقدمونه من أعمال ويهتمون ويتنافسون علي القيمة الفنية وليس علي القيمة المادية, كما هو حاصل في هذه الأيام عندما نشر خبر ان مطربا معروفا سيتقاضي مبلغ اربعين مليون جنيه فخرج له مطرب ونشر في الصحف انه تعاقد علي عمل مسلسل بثمانين مليون جنيه والاثنان في عالم الغناء الصحيح لا يستحق أن ذكر اسميهما ولم يقدما شيئا في ثورة الشباب, الجشع المادي سيطر علي العصر وأصبحت القيمة المادية هي المعيار الذي نقدم به الأشخاص( معاك قرش تساوي قرش)( واللي ممعهش ميلزمش) وانطلقت الكلاب السعرانة في جمع المال وبناء القصور دون النظر لحاجة الأغلبية وهذا المرض الاجتماعي والاخلاقي مازال يسيطر علي المسئولين عن الموسيقا والغناء ماذا يفعل المطرب او المطربة في الأبواب المغلقة في الإذاعة والتليفزيون بعد أن كان الجميع يتبارون في جميع المناسبات الوطنية في تقديم انطباعاتهم واحساسهم مع إذاعيين امثال بابا شارو( محمد محمود شعبان) وعبدالحليم نويره وجلال معوض ووجدي الحكيم ولا أنسي زعيمهم محمد حسن الشجاعي ووجودهم في الاستديوهات اربع وعشرين ساعة في ثورة يوليو وفي العدوان الثلاثي وفي تأميم قناة السويس وفي بناء السد العالي وفي انتصار السادس من أكتوبر, الآن يقف الإذاعيون في فناء المبني يطالبون بطلبات مادية ويتنافسون علي المناصب وهذه المطالب المشروعة ليس هذا وقتها والمطلوب فتح الاستديوهات الموسيقية وتقديم موسيقا وأغان تواكب الأحداث وان يكون هناك مسئول إذاعي ومسئول تليفزيوني لأنه لا يوجد في هذا المبني مسئول عن الموسيقا والغناء رغم وجود المنصب ولا أعرف السبب منذ أكثر من سنتين, ولولا وجود رصيد من الغناء الجميل لكانت هناك فضيحة والأغاني الجميلة تصلح في كل وقت وزمان مثل ياحبيبتي يامصر( شادية) صورة( عبدالحليم حافظ) وقف الخلق( أم كلثوم) حب الوطن( عبدالوهاب) الله أكبر( المجموعة) بسم الله( المجموعة) الله يابلدنا الله( عبدالوهاب) هذه بعض الأمثلة فأين أغاني هذه الفترة لابد من الصحوة وفتح الاستديوهات لأن القطاع الخاص والمشتغلين بتجارة الكاسيت لا ينتجون أغاني وطنية ولا أغاني نظيفة فهل نترك الساحة خاوية ويستغلها الفاسدون؟!, استيقظوا أيها الفنانون والإذاعيون واشتركوا في النهضة الحديثة لان مجتمعا بلا مزيكة مجتمع جائع والموسيقا غذاء الروح.