أكد المشير محمد حسين طنطاوي, رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة أن مصر قادرة علي تجاوز أزماتها الحالية, وأن لديها من الإمكانات مايساعدها علي تجاوز التأثيرات السلبية التي وقعت علي الاقتصاد القومي, ومايجعلها من أغني الدول في العالم وقال المشير خلال الاحتفال أمس بتخريج دفعة جديدة من أكاديمية الشرطة, إن تحقيق ذلك مرهون بالعمل والانتاج والحد من الانفلات, ليس الأمني فقط ولكن الانفلات في كل المجالات بتكاتف الشعب مع الجيش والشرطة ودعا المواطنين لنبذ الفرقة للنهوض بالاقتصاد القومي. كما دعا القضاء النزيه الي مساعدة ودعم أعمال الشرطة والقوات المسلحة, وناشد الاعلام أن يراعي الله في مصر وأن يتحري الصدق والأمانة خاصة أن هناك من يصطادون في الماء العكر. وأكد المشير أن المجلس لن يسمح بأن تكون هناك فتنة طائفية, وقال: سنضرب بيد من حديد لمنع الفتن, وأشار الي أنه اذا استمررنا في خلافات الفتنة والمطالب الفئوية فسيتحول الوضع الي خطر علي مصر, مضيفا أن المطالب الفئوية لابد أن تسير في قنواتها الشرعية. ووجه التحية الي الحكومة ورئيسها الدكتور عصام شرف, موضحا أنها تؤدي دورا وطنيا عظيما في الفترة الحالية, ودعا المواطنين الي ترك الماضي والتكاتف لعبور هذه المرحلة التي قال إن المصريين سيتذكرونها بفخر. أكد المشير طنطاوي أن القوات المسلحة ورجال الشرطة والقضاء هم درع الوطن وحصن شعبه المنيع الذي يعتز رجاله بشرف الانتماء اليه والي شعب مصر العظيم, الذي وقف دائما يساندهم ويؤازرهم ويدعم دورهم في خدمة مصر والمصريين. وقال:' لقد كان لزاما علي القوات المسلحة ان تكون سندا لرجال هيئة الشرطة وهم يقومون بحماية جبهتنا الداخلية بعد اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير, التي حمتها القوات المسلحة وعملت علي تحقيق اهدافها الوطنية ومصالح الوطن العليا'. جاء ذلك في لقاء للمشير طنطاوي مع عدد من قيادات وضباط الشرطة العاملين بمختلف قطاعات وزارة الداخلية علي مستوي الجمهورية يمثلون مختلف الرتب, وتناول اللقاء أهم القضايا والاحداث علي المستويين الداخلي والخارجي وتأثيراتها علي الوضع الامني, وذلك عقب حضوره مراسم تخريج دفعة جديدة من خريجي كلية الشرطة وقسم الضباط المتخصصين بمقر أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة. وأشار المشير طنطاوي, خلال اللقاء, إلي اهمية الدور المنوط برجال الشرطة خلال المرحلة الراهنة في تأمين الجبهة الداخلية وحماية امن واستقرار مصر.. لافتا إلي أن التاريخ يذكر ايضا بكل الفخر والاعتزاز بطولات وتضحيات رجال هيئة الشرطة في مواجهتهم الارهاب ومكافحة الجريمة بكل اشكالها, والتصدي لكل من يحاول المساس بأمن الوطن واستقراره وزرع جذور الفتنة بين مواطنيه. وأضاف أن رجال هيئة الشرطة هم ابناء كل المصريين لهم سجل مشرف في اوقات الحرب والسلام قدموا من بينهم الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم وهم يتصدون لقوي الارهاب والشر والتطرف دفاعا عن امن واستقرار مصر, وحماية لجبهتها الداخلية. واستعرض المشير طنطاوي, خلال اللقاء, التداعيات والسلبيات التي حدثت نتيجة الفراغ الأمني ونجاح عناصر الشرطة في تخطي هذه المرحلة بالتعاون مع القوات المسلحة وعودتها بكفاءة في وقت قياسي, وأشار إلي تأثر الاقتصاد المصري بهذه الأحداث بسبب الاضرابات والاحتجاجات الفئوية والاعتصامات وتأثيرها السلبي علي حركة السياحة وتدفق الاستثمارات إلي مصر. وناشد الشعب مواصلة العمل ودفع عجلة الإنتاج وانتظام الحياة اليومية في كل المواقع وتغليب المصلحة العليا للبلاد ونبذ الفرقة والدعوة الي الاستقرار والهدوء والتنمية للنهوض بالاقتصاد المصري والوصول الي اعلي معدلات النمو. كما تناول المؤامرات المدروسة والمخططة للنيل من انجازات الشعب وتلاحمه مع قواته المسلحة وتنال من وحدة ابنائه بالوقيعة بين مسلميه وأقباطه, بزرع الفتنة وطعن وحدة جناحي الوطن. وأكد ان مصر لها جيش قوي قادر علي المواجهة وحماية أمنها واستقرارها والدفاع عن سيادتها ومصالح شعبها العليا وأنه لا تهاون مع كل من يحاول النيل من وحدة الشعب والوقيعة بين مسلميه وأقباطه. وناشد المشيرطنطاوي شعب مصر الحفاظ علي نسيج الامة والحرص علي حماية امن مصر ومواصلة العمل بكل الجهد والطاقة لتحقيق تطلعاته وآماله في العيش في أمن واستقرار وعزة وكرامة, وطالب وسائل الإعلام بتحمل مسئولياتها الوطنية وتغليب المصلحة العليا للوطن فوق اي اعتبارات اخري. وفي نهاية اللقاء وجه المشير طنطاوي التحية لرئيس مجلس الوزراء وحكومته علي ما يبذلونه من جهد لخدمة الوطن وتحقيق مصالح الشعب. كانت مراسم الاحتفال بدأت بتلاوة آيات من الذكر الحكيم ثم ألقي أحد الضباط الخريجين قصيدة شعرية عبرت عن مشاعرهم نحو المواطنين وتنفيذ مهامهم كضباط وطنيين يحملون ارواحهم علي أكفهم فداء للوطن. وألقي اللواء الدكتور عماد حسين عبد الله مساعد وزير الداخلية رئيس اكاديمية الشرطة كلمة أكد فيها حرص الأكاديمية منذ بداية أحداث25 يناير علي الاهتمام بتطوير نظم اعداد وتأهيل طلبة وخريجي الاكاديمية بما يتناسب مع التطورات المتلاحقة في الشارع المصري وفقا لمنهجية شرطية جديدة تؤسس علي خدمة الوطن والشعب واحترام سيادة القانون بما يمكنها من تخريج دفعات جديدة من الضباط يتواصل بهم عطاء هيئة الشرطة وتضحياتها من اجل حماية الجبهة الداخلية وصون امن الوطن واستقراره. كما ألقي وزير الداخلية منصور العيسوي كلمة هنأ فيها الخريجين وطالبهم بتأدية واجبهم بكل شرف وامانة من اجل مصلحة الوطن وتحقيق الامن والاستقرار في كل ربوع مصرنا الغالية والذي لا يتحقق الا من خلال تلاحم الشرطة والشعب معا. وأكد التزام رجال الشرطة بأهداف ثورة يناير المجيدة وحرصهم علي أداء واجبهم المقدس بكل احترام وجسارة والإقبال علي التضحية حبا في الوطن وفداء للشعب المصري العظيم, ووجه الشكر والتقدير للقوات المسلحة لدعمها الدائم لهيئة الشرطة, كما وجه تحية لشعب مصر العظيم, وتحية لثورته العظيمة. وعقب إعلان نتيجة التخرج وقرار تعيين الضباط الجدد أدي خريجو اكاديمية الشرطة اليمين القانونية, وقام المشير طنطاوي بتقليد اوائل الخريجين والخريجات نوط الواجب العسكري وقدم لهم التهنئة بالتخرج, متمنيا لهم التوفيق في حياتهم العملية كما قام بتكريم اسرة شهيد الدفعة الطالب محمد حسام الدين رشاد. حضر الاحتفال الفريق سامي عنان رئيس أركان حرب القوات المسلحة نائب رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة والدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء وعدد من كبار قادة القوات المسلحة وهيئة الشرطة.