نشأ جمال الشهير ب فطوطة في محيط أسرة فقيرة فلم يكمل تعليمه وخرج للحياة يبحث عن عمل وتنقل من مكان لأخر دون أن يجيد حرفة يكسب رزقه منها وتعينه علي قضاء احتياجاته المعيشية.. وعندما وصل لمرحلة المراهقة وجد نفسه يدخل عالم الإجرام من أوسع أبوابه بعد أن تعرف علي مجموعة من أصدقاء السوء أدمن علي أيديهم تعاطي المواد المخدرة بمختلف أصنافها واتجه لمزاولة نشاط الاتجار في الكيف علي نطاق واسع يجلب البانجو من المصادر السرية ويعيد بيعه لعملائه بأسعار مخفضة عن مثيلاتها في الأماكن الأخري حتي لفت أنظار الأجهزة الأمنية إليه والتي ظلت تطارده وسقط في قبضتها وأمضي عقوبة السجن في إحدي قضايا المخدرات. بعد خروج جمال من السجن رفض الإعلان عن توبته بالرغم من النصائح المسداة إليه بالكف عن هذا النشاط إلا أنه لم يستطيع البعد عن المال الحرام وظل يتواصل مع زبائنه مرة أخري ويدعوهم للتعامل معه بعد أن اتفق مع بعض الأشخاص الذين ينتمون لأصول بدوية ويقومون بزراعة نبات البانجو في الدروب الجبلية لمده بالكميات الكبيرة من هذا المخدر وحقق من وراء تجارته المحرمة أرباح مالية لا بأس بها ادخر البعض منها في البنوك بأسماء المقربين إليه والآخر صرفه علي ملذاته الشخصية. ونظرا لخطورته الشديدة علي المجتمع المحيط به وتعدد الشكاوي بشأن ترويجه للمخدرات علي نطاق واسع وضعته مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوب سرعة ضبطهم وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية من القبض علي فطوطة متلبسا وبحوزته كميات كبيرة من لفافات البانجو في محل سكنه وتحرر المحضر اللازم له وتولت النيابة العامة التحقيق. وكان اللواء عصام سعد مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء إبراهيم سلامة مدير إدارة البحث الجنائي لفحص المعلومات الواردة إليهما بشأن وجود بؤر ثابتة ومتحركة يزاول من خلالها بيع المواد المخدرة ويتردد عليها تجار الكيف الراغبين في الشراء. تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد محمد عربان رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد ياسر عبد الرحيم رئيس فرع شمال والرائد أحمد عبد العزيز رئيس مباحث القنطرة شرق ومعاونيه النقيبان محمد الطحاوي ومحمد عبد الحكيم.. ودلت تحرياتهم أن المدعو جمال الشهير ب فطوطة49 سنة عاطل- مقيم في عزبة الصحة سبق اتهامه في قضية مخدرات قبل22 عاما عاد لمزاولة نشاط في تجارة البانجو السيناوي بالتواصل مع زبائنه عن طريق هاتفه المحمول وتسليمهم بضاعتهم داخل مسكنه بالكميات التي يريدونها. وأضافت التحريات أن فطوطة يتمتع بالدهاء والمكر والمناورة عند التعامل مع عملائه الذين يفضلون شراء نبات البانجو المخدر عن طريقه دون سواه لقناعتهم بجودته ورخص سعره وسهولة الحصول عليه في أي وقت. وأشارت التحريات علي أن المتهم بصدد طرح كميات كبيرة لإغراق الأسواق بالبانجو قبل أعياد الربيع التي تشهد نشاط ورواج لتجارته المحرمة وبدأ يدعو زبائنه للحضور إليه لاستلام اللفافات التي حجزها لهم حتي لا تنفذ البضاعة الموجودة بحوزته.. وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط المتهم وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة في محيط منزل فطوطة بدعم ومساندة من رجال الشرطة السريين وعندما حانت ساعة الصفر توجهوا إليه في ساعة متأخرة من الليل وداهموا مسكنه وبتفتيشه عثروا داخل إحدي حجراته علي العشرات من لفافات البانجو تزن حوالي20 كيلو جراما. وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف تفصيليا بالاتجار في المخدرات وبعرضه علي عبد الكريم عثمان وكريم حسن وكيلا النيابة العامة باشرا التحقيق معه تحت إشراف أحمد حافظ رئيس نيابة القنطرة الذي أمر بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيق.