سلامة وفرج ينتميان لقبيلة بدوية لها عاداتها وتقاليدها الحميدة وعواقلها ومشايخها ترفض أي عضو فاسد بينهم يخرج عن طوعها ويسلك طريق الإجرام. هكذا فعلوا معهما عندما أغواهما الشيطان ولعب برأسهما ورفضا كسب رزقهما بالحلال وفضلا العمل في مجال الاتجار بالمواد المخدرة حيث اتفقا مع البعض من العناصر السرية في شمال سيناء لجلب البانجو بكميات وفيرة وتهريبه عبر المجري الملاحي للقناة مستغلين اقتراب محل إقامتهما من الضفة الغربية وتظاهرهما في البيئة المحيطة بهما أنهما راعيان للأغنام والمواشي وهما في الأصل من كبار تجار الكيف يقوما بتخزين النبات المخدر في عدد من المخابئ أنها لهذا الغرض تمهيداً لتسليمها لعملائهما، وظل الاثنان علي هذا الوضع وتضاعف نشاطهما الإثم في الآونة الأخيرة بعد إدراكهما أنه من الصعب وصول الأجهزة الأمنية لهما لقدرتهما علي التمويه تحت جنح الظلام وحققا ربحا ماديا وجها جزءا منه لادخاره في البنوك بأسماء أقارب لهما والآخر لشراء الأراضي الزراعية والعقارات. ونظراً لخطورتهما علي المجتمع وإغراق الأسواق بالبانجو رصد رجال مكافحة المخدرات بمنطقة القناة وسيناء تحركاتهما والمتعاملين معهما ودفعوا بعناصرهم لمراقبتهما حتى تمكنوا من مداهمة مسكنهما فجراً وعثروا بداخله علي لفافات كبيرة من النبات المخدر ودراجة بخارية بدون لوحات معدنية وتحرر محضر بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيق. وكان اللواء أحمد الخولي مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات قد عقد اجتماعاً تنسيقياً مع وكيليه اللواءين حاتم مطر وأحمد عمر في حضور اللواء محمد ثروت مساعدهما لمنطقة القناة وسيناء لفحص المعلومات الواردة إليهم بخصوص وجود أوكار نشطه يزاول من داخلها عمليات بيع المواد المخدرة. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف اللواء محمد فهمي رئيس منطقة الإسماعيلية لمكافحة المخدرات ضم وكيله العميد محمد سلامة ودلت تحرياتهما أن المتهم سلامة 53 سنة وقريب له يدعي فرج 23 سنة لهما معلومات بالمنطقة ومسجلان تحت رقمي 19969 و19970 وهما ينتميان لقبيلة بدوية واحدة يعملان في مجال تربية المواشي والأغنام التي تعد بالنسبة لهما ستاراً وواجهة لنشاطهما الآثم في تخزين البانجو وبيعه لمروجيه تجار الجملة بمختلف محافظات الوجه البحري والقبلي علي حد سواء. وأضافت التحريات أن المتهمين يقومان بجلب النبات المخدر مستخدمين مهاراتهما في تعويم لفافاته بعد تغليفها علي سطح مياه قناة السويس من الضفة الشرقية للغربية في أوقات لا يستطيع أحد كشف أمر حيلتهما التي حققا من ورائها مكاسب مالية ضخمة. وأشارت التحريات إلي أن رعاة الأغنام والماشية يمتلكان القدرة علي تخزين بضاعتهما داخل المناطق العشوائية المليئة بالأعشاب والحشائش التي يصعب الوصول إليها إلا عن طريقهما ويقومان بعقد الصفقات مع الزبائن هاتفياً وتحديد الكميات والأسعار لتسليم البضاعة في التوقيت الذي يريدونه وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن للقبض علي المتهمين وأعد العقداء وجيه دعبس ومفيد فوزي وعصام جبر وحافظ مهران والمقدم علي عبد النبي مفتشو المنطقة أكمنة ثابتة ومتحركة حول منزلهما وتخفوا في ملابس مدنية تدل علي أنهم من العمال الزراعيين وعندما حانت ساعة الصفر فجراً توجهوا لمسكنهما بصحبة مجموعات قتالية من الأمن المركزي وداهموهما ووجدوا 17 لفافة كبيرة الحجم من البانجو في مخازن سرية ودراجة بخارية بدون لوحات معدنية وهواتفهما المحمولة وقتها انعقدت ألسنة الجناة ولم يستطيعا الحديث وتم اقتيادهما وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات وبمواجهتهما بما أسفرت عنه واقعة الضبط اعترفا تفصيلياً بالاتجار وتخزين نبات البانجو لعملائهما وتحرر المحضر اللازم بأقوالهما وبعرضهما علي هيثم فاروق مدير نيابة مركز الإسماعيلية أمر بحبسهما أربعة علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد لهما في الميعاد.