فيما توالت علي مدي السنوات الماضية بلاغات من العاملين للجهات المعنية تشكو تعرض الشركة إلي خسائر تصل إلي50 مليون جنيه بسبب مجالس الإدارات المتتالية بها رفع العاملون بالشركة المصرية للنشا والخميرة والمنظفات مذكرة عاجلة إلي رئيس الشركة القابضة للصناعات الغذائية يطالبون فيها الشركة القابضة بسرعة التدخل لدي مجلس إدارة شركتهم الحالي ووقف نزيف المال العام الذي أدي إلي وقوع خسائر متتالية بالشركة بالإضافة إلي إغلاق بعض المصانع كانت تعمل بكامل طاقتها وتدر أرباحا علي الشركة والعاملين بها. وأكد العاملون في المذكرة التي حصلت الأهرام المسائي علي نسخة منها أن الشركة كانت تضم ثمانية مصانع تم إغلاق أربعة منها علي مدي سبع سنوات أخرها مصنعان احداهما لإنتاج غاز الهيدروجين تم إغلاقه في عام2005 وآخر لإنتاج سلفات الصودا الجافة أغلق منذ نحو عامين ايضا تحت زعم أنه يسبب خسائر برغم الحلول التي تقدم بها الكيميائيون والمهندسون والفنيون العاملون بالشركة وأن مجلس إدارة الشركة يري في قرار الغلق الأسرع والأسهل. وأشارت المذكرة إلي أنه لم يتبق حتي الآن إلا أربعة مصانع وهي: الخميرة والمنظفات والنشا والكيماويات وتسعي الإدارة الآن إلي أغلاق مصنع منهم وهو مصنع النشا الموقف عن العمل بالفعل منذ شهر بزعم ارتفاع أسعار الأرز. وفي جولة لمندوبة الأهرام المسائي إلي الشركة تأكدنا غلق المصنع وتوقف الآلات عن العمل وتقوم الإدارة بنقل العمال وتوزيعهم علي بقية المصانع. وقال العاملون بمصنع النشا إن المصنع يستخدم كسر الأرز وليس الأرز وهو يباع بأقل الأسعار حيث يتم شراء الكسر بسعر3 جنيهات وأربعة للكيلو أي أن سعر الطن يتراوح بين ثلاثة أو أربعة آلاف للطن, وبرغم ما يحققه المصنع من أرباح بالإضافة إلي أنه المصنع الوحيد بمحافظة الإسكندرية ومصر الذي يقوم بإنتاج النشا بهذه الكميات الكبيرة. وأضاف العاملون بالمصنع ومن خلال مستندات حصلت الأهرام المسائي علي نسخة منها أن كبري الشركات العاملة بالإسكندرية تأتي بطلبات شراء النشا من الشركة خاصة وأنه يعد مدخل صناعي في العديد من الصناعات الغذائية وغير الغذائية وهذه العقود تكون سنوية والأرباح تتعدي نسبتها40%. ومن هذه المصانع حسب المستندات مصانع إنتاج اللانشون والبولوبيف والحلوي الطحينية ومصانع إنتاج الملابس والمنسوجات والغزل والنسيج حيث يعد عنصرا أساسيا في إنتاج المنسوجات القطنية لما يعطيه من تماسك للنسيج وأيضا مصانع الطوب بالإضافة إلي بيعه كمنتج غذائي مستقل. وهذه الشركات تتعاقد علي عدد كبير من الأطنان يصل أحيانا إلي600 طن للشركة الواحدة فحسب خطابات موجهة إلي مدير إدارة المبيعات بالمصنع تطلب شركة غزل المحلة كميات تتعدي500 طن. بالإضافة إلي عروض أخري هذه العروض وفرت علي الشركة شراء الأرز حيث جاء عميل من احدي الدول العربية عرض علي مجلس الإدارة أنه علي استعداد للتعاقد مع الإدارة وشراء الأرز علي حسابه الشخصي وتوريده للشركة مع خصم هذه المبالغ من اجمالي المبلغ المستحق عليه بعد أن يقوم المصنع بتحويل كسر الأرز إلي نشا. وقال أحد قيادات مصنع إنتاج النشا المتوقف رفض ذكر اسمه أن المصنع منذ عام2013 يعاني من مشاكل في الصيانة بما يجعل تسب استخلاص خام النشا النقي70% وتمكنا نحن بجهودنا الذاتية وحبنا للشركة من والعمل وصلنا بها إلي نسب استخلاص80% كما قللنا من استخدام المياه اللازمة في عملية التصنيع من خلال إعادة تدويرها فبعد أن كنا نستخدم14 ألف متر مكعب من المياه شهريا أصبحنا نستخدم ألف وخمسمائة متر مكعب فقط ومن الممكن أن نصل بها إلي500 متر مكعب فقط في حال عودة تشغيل المصنع, وأضاف أن هذا هو هدفنا دائما رفع الإنتاجية وتقليل التكلفة لقد وصل المصنع إلي مرحلة أصبح قادرا علي العمل بأقل كمية كسر للأرز وطرح سؤالا لمصلحة من تعمل الإدارة لقد سمعنا عن مصانع جديدة قطاع خاص سيتم انشاؤها فهل هذا ما تسعي إليه الإدارة. لقد وصل الأمر إلي أن تلقي بعضنا اتصالات من أحد أصحاب هذه المصانع تحت التأسيسي ليأخذ عمالة مدربة من شركتنا.. فلمن يضع مجلس الإدارة ولاءه وهل تسعي الإدارة الجديدة لمصلحة مصر والقطاع العام أم ماذا؟ من جانبه أعترف شكري يحيي العضو المنتدب للشركة أن الشركة لديها مشاكل وأنها تتعرض للخسارة عاما بعد عام وأن السبب الرئيسي في هذه الخسائر هو ارتفاع أسعار الخامات ومدخلات الصناعة وعن سبب إغلاق المصنع قال إن الشركة لا تتوفر فيها السيولة الكافية لشراء كسر الأرز الذي وصل سعره إلي ستة وسبعة جنيهات. وقال محمد عبد الغفار مسئول سابق بالشركة أن مجلس إدارة الشركة يكيل بمكيالين مستشهدا بأن أغلب مصانع الشركة تتعرض للخسارة ومع ذلك يقوم مجلس إدارة الشركة بضخ المواد الخام اللازمة للصناعة لهذه المصانع. وأضاف إن سعر كسر الأرز ثمنه أقل بكثير من ثمن سلعة الأرز نفسها والتي تعتبر سلعة استراتيجية وبالتالي لاتتعامل معها الشركة. يذكر أن شركة النشا والخميرة التي تقع في منطقة أبو سليمان بحي المنتزه تقام علي مساحة أكثر من عشرة فدادين وتعد من الشركات الرائدة في صناعة المنظفات الصناعية المنزلية, كما تعتبر الوحيدة في الشرق الأوسط التي تنتج الخميرة الطازجة والخميرة الجافة والنشطة التي تمد الصناعة وتلبي65% من احتياجاتها من الخميرة الطازجة يوميا.