أصبح فوز الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي ببطولة الدوري الممتاز للموسم الثاني علي التوالي والتاسعة والثلاثين في تاريخه الكروي مسألة وقت بعد أن تخطي عقبة صعبة وقوية في سباق الحفاظ علي اللقب مستفيدا من تعثر منافسه الأكبر الزمالك وابتعاده تماما عن المنافسة وبقاء مصر المقاصة وحيدا في ملاحقته عقب فوز الشياطين الحمر علي بتروجت في لقائهما المؤجل من الجولة الثالثة والعشرين. الفوز كان مهما بكل المقاييس للفريق الأهلاوي الذي رفع به رصيده إلي58 نقطة يحتل بها المركز الأول في جدول الترتيب ورفع فارق النقاط بينه وبين مصر المقاصة إلي7 نقاط كاملة وهو فارق كبير وواصل به حسام البدري المدير الفني للأهلي تفوقه علي حسن شحاتة المدير الفني لبتروجت في المواجهات المباشرة بينهما كمدربين في آخر5 سنوات. العلامة الفارقة في اللقاء, هي الإيفواري سليماني كوليبالي رأس الحربة البالغ من العمر22 عاما الذي واصل تقديم أوراق اعتماده وقل ما شئت فيلكس أو فلافيو الجديد, كمهاجم قناص قادر علي استغلال أنصاف الفرص في هز الشباك للمباراة الثانية علي التوالي التي يظهر فيها والأولي له كلاعب أساسي ليترك علامة مبكرا أو بدري جدا بعد ظهوره في ثاني مباراة مع الفريق كما علم علي حسام البدري الذي لم يكن مقتنعا بمستواه علي مدرا شهرين من قبل. ومن يتابع أداء سليماني كوليبالي خلال اللقاء يجد أنه مهاجم متحرك قوي, ولديه إرادة الهروب من الرقابة وتهديد المرمي وسرعة رد الفعل في التعامل مع الكرات العرضية, وسجل هدفا جميلا من تمريرة حسام عاشور الذهبية وكان له هدف آخر من كرة عرضية احتسبها الحكم تسللا, وهو معدل جيد لمهاجم يشارك لأول مرة أساسيا وتعرض لرقابة لصيقة من دفاع بتروجت فرضها حسن شحاتة المدير الفني للفريق البترولي عليه منذ البداية. وخرج الأهلي بمكسب آخر هام ويتمثل في العودة القوية لرامي ربيعة24 عاما قلب الدفاع للمباريات من جديد بعد الدفع به لمدة60 دقيقة عقب إصابة أحمد حجازي, ونجح ربيعة في الحد من خطورة النيجيري فيكتوري أومو رأس حربة بتروجت وتفوق في الكرات العرضية المضادة, وكان قائدا جيدا لتحركات لاعبي الارتكاز أمامه عمرو السولية وحسام عاشور, فلم تظهر خطورة للبترولي. وعن أحداث المواجهة افتقد الأهلي لعنصر بناء الهجمات كالعادة من العمق عبر عبدالله السعيد وأيضا عبر الطرفين رغم جبهتي أحمد فتحي ووليد سليمان يمينا وصبري رحيل وميدو جابر يسارا, وتمريرات عمرو السولية الطولية في العمق, وعاب علي الأهلي ومديره الفني حسام البدري ترك مهاجمه الإيفواري سليماني كوليبالي يسقط إلي منطقة الوسط لاستلام الكرات وترك مكانه في عمق دفاعات الفريق البترولي, مما أفقد الفريق للمساحات الهجومية التي يمكن من خلالها ظهور محاولات هجومية في الثلث الأخير بشكل حقيقي. في المقابل أدي حسن شحاتة النصف الأول بانضباط تكتيكي مميز ويحسب له وأغلق المساحات جيدا في منطقة العمق وكان يعيبه بطء لاعبيه خاصة ناصر ماهر وجيمس تيدي في تنفيذ المرتدات السريعة وغياب الدقة في كرات أمير عابد وأسامة محمد ظهيري الجنب, وبنظرة سريعة إلي الشوط الأول نجد أن الخطورة علي المرمي لم تظهر سوي مرة وحيدة في الدقيقة41 التي شهدت تسجيل سليماني كوليبالي لهدف التقدم الأهلاوي من انفراد بيسراه نفذه بمهارة وسهولة مستفيدا من تمريرة حسام عاشور له وسط غياب تام من دفاع بتروجت. في النصف الثاني, عاني الأهلي من نفس سلبيات الشوط الأول ولكن مع تحسن ملحوظ في مستوي وليد سليمان الذي تحرك كثيرا وكان مصدر الخطورة3 مرات من بينها هدف جميل في الدقيقة78 قبل خروجه مباشرة وأخري تصدت له العارضة فيها, وفيما ألغي الحكم هدفا لسليماني كوليبالي. وظهر تركيز البدري علي تفعيل تحركات أحمد فتحي يمينا وصبري رحيل يسارا علي أمل استغلال الكرات العرضية في الوصول لمرمي علي فرج وهز شباكه عبر ألعاب الهواء ورأسيات سليماني كوليبالي ولكن خبرات أمير عابد وأسامة محمد ظهيري الجنب أوقفت الكثير من محاولات البدري الهجومية. وحاول حسن شحاتة تعديل طرق اللعب لديه عبر الدفع بالإثيوبي شميس بيكيلي والانطلاق من العمق كثيرا ولكن تماسك الثنائي عاشور والسولية حسم الموقف كان له مفعول السحر في غياب الخطورة علي مرمي شريف إكرامي ليطلق الحكم صفارة النهاية معلنا فوز آخر هام للأهلي في سباق رحلة الفوز ببطولة الدوري الممتاز للمرة التاسعة والثلاثين في تاريخه. الوثيقة حقق الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي فوزا غاليا علي بتروجت في اللقاء الذي جمع بينهما مساء أمس في ستاد السلام والمؤجل بينهما من الجولة23 من عمر بطولة الدوري الممتاز. ورفع الأهلي رصيده إلي58 نقطة يحتل بها المركز الأول في الجدول. في المقابل تجمد رصيد بتروجت عند33 نقطة في المركز السادس. وافتتح الإيفواري سليماني كوليبالي الأهداف في الدقيقة41 للاهلي وأضاف زميله وليد سليمان الهدف الثاني في الدقيقة.78 التشكيل الأهلي: شريف إكرامي وأحمد فتحي وسعد سمير وأحمد حجازي وصبري رحيل وعمرو السولية وحسام عاشور وعبد الله السعيد ووليد سليمان وميدو جابر وكوليبالي. بتروجت: علي فرج وأسامة محمد وحسام حسن وطه عادل وأمير عادل وأحمد العجوز ومصطفي شبيطة وحمدي فتحي وناصر ماهر وجيمس تيدي وفيكتور أومو. عاشور رجل المباراة من يتابع ال90 دقيقة يجد أن نجم المواجهة الأول هو حسام عاشور31 عاما لاعب وسط مدافع وقائد الأهلي الذي قدم واحدة من أفضل مبارياته تكتيكيا. ونجح حسام عاشور في فرض الأهلي لسيطرته التامة في منطقة المناورات وكان ساترا قويا أمام خط دفاعه وتصدي عبر الضغط المباشر لناصر ماهر ثم شميس بيكلي فأصبح بتروجت جسد بلا عقل, وتمركز عاشور جيدا في المرتدات البترولية وقام بتغطية تقدم ظهيري الجنب فتحي ورحيل أكثر من مناسبة وأفسد الهجمات البترولية منذ بدايتها, وكان أداؤه ثابتا في النصفين الأول والثاني فلم تظهر أي محاولات هجومية حقيقية لبتروجت في90 دقيقة رغم امتلاكه لاعبين مميزين. وظهر عاشور في الكادر الهجومي بشكل رائع في الهدف الأول الذي ضغط خلاله بشكل مفاجئ في الثلث الهجومي علي دفاع بتروجت ومرر كرة سريعة إلي سليماني كوليبالي المنفرد وغير المراقب تماما ليسجل منها الأخير هدفا جميلا سهل من مأمورية فوز الأهلي وحصده الانتصار والهام في سباق إحراز اللقب.