الحكاية ليست في الأسماء العجيبة والغريبة التي أرتبطت باللاعبين المصريين من أيام كشري وكمونة وصولا إلي عهد جنش والونش.. لكن اللافت أن كرتنا باتت تصدر الفكاهة وخفة الدم المصرية.. رغم أن الأمر أحيانا يزيد عن حده ويتحول إلي مشهد هزلي يضحك الناس علينا.. وليس علي كلامنا! إن لم تصدقوني.. أدعوكم أن تعيدوا معي قراءة خبرين تناولتهما صحفنا في الأيام الماضية ووصل صداهما للأسف للخارج, الأول يقول إن محمود الونش مدافع الزمالك عاد لتشكيلة الفريق التي لعبت أمام الشرقية في الدوري أمس بأمر رئيس النادي, والثاني ينقل عن إدارة الزمالك نفسها قولها إنها أقنعت البرتغالي أجستو إيناسيو المرشح لتدريب الفريق الأول لكرة القدم للحصول علي راتبه بالجنيه المصري.. يعني الراجل سيتابع معنا بشكل يومي لرحلة الصعود والهبوط للدولار.. وقد يبدأ التعرف من الآن علي تجار السوق السوداء! طبعا هذه الأخبار نشرت بشكل جاد وبصيغة محافظة رغم ما تحمله من تفاصيل كوميدية مثيرة.. فمصر التي ترسل مدربيها إلي عدد كبير من الدول العربية, تأتي تشكيلة أحد فرقها الكبري بتوجيه الرئيس وبوجهة نظر إدارية وبفوضي عارمة لا يعلم أحد نهايتها إلا الله سبحانه وتعالي.. في حين أن أحد رؤساء الأندية التي نصدر لها المدربين دفع ما يقارب من200 مليون ريال مليار جنيه مصري لناديه سنويا, ورغم ذلك يرفض بشكل قاطع التدخل في الأمور الفنية لأنها تخصص الجهاز الفني.. أنا لا أتحدث عن مثال أوروبي.. بل بلد عربي مثلنا تطبق الاحتراف وليس الانحراف؟ لن أكذب قصة موافقة المدرب البرتغالي أوجستو إيناسيو علي تسلم راتبه بالدولار.. لأني أصلا أشك أن يكون هذا الرجل مدربا عاقلا رشيدا وهو يأتي لتولي تدريب ناد في آخر شهرين من الموسم الكروي.. بل ويدرك أن العمر الافتراضي للمدرب في الزمالك أجنبي أو مصري لن يتجاوز عدة أشهر, علاوة علي الافتراض الأصلي والمهم.. التشكيلة بأمر الرئيس!!