لم تمض أيام علي استشهاد أحد ضباط الشرطة من أقارب عائلة العاصي بالعريش حتي استيقظت من جديد علي خبر مؤلم باستشهاد النقيب شادي العاصي معاون مباحث قسم جرجا بمحافظة سوهاج أثناء أداء واجبه ومطاردة الخارجين علي القانون بعدما أصيب برصاصة في صدره انطلقت عن طريق الخطأ ليلفظ بعدها أنفاسه الأخيرة وينضم لقائمة شهداء رجالنا من قوات الشرطة. خرجت قرية سندسيس بمركز المحلة عن بكرة أبيها وارتدت ثوب الحداد واتشحت النساء بالسواد والبكاء في انتظار وصول جثمان الشهيد الذي ضحي بروحة في سبيل عمله أثناء تأدية واجبة لإلقاء نظرة أخيرة عليه وتشييعه إلي مثواه الأخير بمدافن العائلة بينما كان المشهد عاصفا علي أفراد الأسرة المكونة من والده اللواء الدكتور علاء الدين العاصي بوزارة الداخلية وشقيقه الأكبر والوحيد الرائد إحمد بإدارة الجوازات بالقاهرة ووالدته والذين سيطرت عليهم حالة من البكاء الشديد والحسرة والألم, حيث أخذ والده يردد أن كثيرا ما كان قلبه يتعلق بنجله بعدما شاهده مرات عديدة شهيدا في منامه حتي كتب عليه اليوم أن يزفه عريسا عند الله مع شهداء الجنة وتمني بإيمان شديد أن يلهمه الله الصبر في هذه المحنة الشديدة التي اعتبرها اختبارا من المولي عز وجل. ومن جانبه قال: إسماعيل بشير جار الشهيد إنه كان محبوبا من الجميع ويتمتع بالسيرة الطيبة والحسنة وصاحب مبدأ عاش مخلصا لعمله واستشهد في سبيل الوطن وضحي بحياته للدفاع عن مهمته في مطاردة الخارجين علي القانون للقبض عليهم بشرف ورجولة ولا نزكيه علي الله وعزاؤنا انه نال الشهادة والفوز بالجنة. وكان أهالي قرية سندسيس التابعة لمركز المحلة قد استقبلوا جثمان الشهيد عقب وصوله علي سيارة إطفاء ملفوفا بعلم مصر بحالة من الحزن والألم وأقيمت للشهيد جنازة عسكرية وشعبية مهيبة انطلقت عقب صلاة الجمعة والجنازة عليه من السرادق الكبير تقدمها اللواء أحمد ضيف صقر محافظ الغربية واللواء حسام خليفة مدير أمن الغربية والعميد أحمد يحيي المستشار العسكري بالغربية وعدد من قيادات قوات الشرطة وشارك فيها زملاء وأقارب الشهيد والآلاف من أهالي القرية والقري المجاورة.