الدماء علي وجه وزير بريطاني, وصراخ الناس وهم يفرون خوفا من الرصاص, وسيارة رئيسة الوزراء البريطانية وهي تسرع هاربة بها إلي مكان آمن, وسيارات الإسعاف ورجال الشرطة المدججين بالسلاح, وإخلاء الشوارع من الناس.. كلها مشاهد مروعة في قلب مدينة أوروبية كبري, لكنها مع ذلك لم تكن مفاجئة. المفاجأة هي أن كل هذا يحدث حول مجمع مجلسي العموم واللوردات, مقر أبو البرلمانات, وفي قلب عاصمة بريطانيا, أم الديمقراطيات في العالم, التي تؤكد وزيرة داخليتها أمبر رود إن أجهزتها الأمنية وشرطتها الأفضل في العالم. وبدا صادما أيضا أين يجبر أعضاء مجلس العموم علي الاختباء داخل المجلس لأكثر من ست ساعات خوفا علي حياتهم بعد الهجوم,الذي راح ضحيته5 ضحايا و40مصابا و الذي لم تتضح أبعاده بعد. يقول مارك رولي, قائد جهاز مكافحة الإرهاب في الشرطة البريطانية تحسبنا لذلك, وقد حدث. وربما لذلك لم ترتبك الشرطة وأجهزة المكافحة البريطانية في التعامل مع الهجوم الإرهابي الثلاثي في منطقة ويستمينسرن التي تضم, إلي جانب البرلمان, مكتب رئاسة الحكومة في10 داوننج ستريت, ومقار الوزارات الرئيسية وبعض المعالم المهمة للندن. وينبه رولي البريطانيين وزوار عاصمتهم إلي أنهم سوف يجدون مزيدا من التدابير الامنية ورجال الشرطة المسلحين بالمزيد والمزيد من السلاح في شوارع لندن خلال الأيام المقبلة. واخطر الجيش بالاستعداد لاحتمال اللجوء إليه طلبا للدعم لو دعت الحاجة, كما يقول رولي. فما حدث في منطقة قلب الديمقراطية البريطانية, جعل كل الخيارات مطروحة: ثلاثة أحداث في وقت واحد تقريبا, الأول اصطدام سيارة برصيف المارة علي كوبري ويستمنستر الذي يربط ضفتي نهر التيمس, والثاني اصطدام سيارة أخري بسور مجمع البرلمان يخرج منها شخص يحمل سكينين كبيرتين ويدخل المجمع ويهاجم رجال الشرطة ويقتل أحدهم قبل أن يقتل بالرصاص, والثالث شخص مسلح يطلق الرصاص عشوائيا. الحصيلة هي: مقتل ضابط شرطة من حماة البرلمان, والمسلح الذي ظهر بلحية حليق شعر الرأس, وثلاثة أشخاص آخرون, ثم إصابة20 بينهم رجال شرطة. وبعد دقيقتين فقط من إبلاغ الشرطة بالحادث, ظهرت فرقة لمكافحة الإرهاب فجأة في بهو مجلس العموم, بدا أفرادها كأنهم في ساحة حرب. الوقاية الأمنية من الإرهاب ليست ممكنا, إذن, كما يؤكد المسئولون البريطانيون الذين أحبطت أجهزتهم الأمنية والاستخباراتية أكثر من13 هجوما إرهابيا خلال أقل من عامين. وتؤكد وزارة الداخلية البريطانية أنه منذ تفجيرات7/7 عام2005 التي استهدفت مترو الأنفاق والمواصلات العامة, أجهضت أجهزة الأمن40 مخططا إرهابية في بريطانيا, بمعدل أربعة مخططات سنويا. ويقول رئيس اتحاد الشرطة البريطانية ستيف وايت لقد عشنا قرابة3 سنوات مع حقيقة أن هناك احتمالا كبيرا لأن يحدث هجوم ما علي أرض المملكة المتحدة. كل واحد يعي بالتأكيد هذه الحقيقة, ولكن تحول الاحتمال إلي حقيقة لا يقلل من الصدمة. إجراءات أمنية مشددة حول قصر باكنجهام لندن- د ب أ: شددت الشرطة البريطانية إجراءاتها الأمنية حول قصر باكنجهام لوجود الملكة اليزابيث الثانية به عند وقوع الهجوم بالقرب من مبني البرلمان البريطاني. وقالت وكالة برس اسوسييشن( بي.ايه) للأنباء إنه جري إغلاق البوابات ونشر شرطة مسلحة عند مداخل القصر. مجلس مسلمي بريطانيا يدين الهجوم لندن- أ. ش. أ: أدان مجلس مسلمي بريطانيا الهجوم الذي ضرب العاصمة البريطانية لندن. وأشاد المجلس بتعامل الشرطة ومصالح الطوارئ مع الحادث, مضيفا قصر ويستمنستر هو قلب ديمقراطيتنا وعلينا جميعا أن نضمن استمراره في خدمة وطننا وشعبه في سلامة وأمان. محطات دامية تعرض نظام النقل في بريطانيا لأربعة تفجيرات انتحارية متزامنة في يوليو2005 أدت إلي مقتل52 شخصا ونفذها مهاجمون بريطانيون استلهموا فعلتهم من فكر تنظيم مصر تدين بأشد العبارات هجوم لندن هشام السيد أدانت مصر بأشد العبارات في بيان صادر عن وزارة الخارجية مساء أمس الحادث الإرهابي الذي وقع بالعاصمة البريطانية لندن أمس والذي أسفر عن سقوط ضحايا وعدد من الإصابات. وتقدم المستشار أحمد أبوزيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية بالعزاء لأسر الضحايا متمنيا الشفاء العاجل للمصابين, مؤكدا أن هذه الأحداث تعيد تأكيد خطورة ظاهرة الإرهاب التي تستهدف الجميع دون تفريق بين دين أو عرق. وأضاف المتحدث باسم الخارجية بأن حادث لندن الإرهابي يلفت الانتباه مرة أخري إلي أن التنظيمات الإرهابية تستطيع النفاذ إلي المجتمعات والعبث بأمنها واستقرارها رغم التدابير الأمنية التي يجري اتخاذها وهو ما يستوجب التعامل بمقاربة شاملة لمحاصرة التنظيمات الإرهابية من جميع الجوانب الفكرية والمالية والأمنية والحيلولة دون انتشار الفكر الهدام الذي تتبناه هذه الجماعات الآثمة. كانت العاصمة البريطانية قد شهدت هجوما إرهابيا قرب البرلمان البريطاني مما أسفر عن مقتل4 وإصابة20 آخرين ويرجح وفاة المهاجم الذي قام بدهس المارة علي جسر ويستمنتر أعلي نهر التايمز وأوقع عددا كبيرا من القتلي والمصابين وذكرت وكالات الأنباء أن من بين المصابين4 طلاب فرنسيين بينما أدانت الولاياتالمتحدة وفرنسا الهجوم الذي لم تعلن أي جهة مسئوليتها عنه حتي مثول الجريدة للطبع.