يطرح اغتيال أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة التساؤلات حول مستقبل تنطيم القاعدة, وهل يعتبر مقتل بن لادن نهاية للتنظيم وللعمليات الإرهابية التي هزت العالم. ذكر مسئولون في المخابرات الأمريكية أن القاعدة ستواجه أوقاتا صعبة للغاية, وأشاروا إلي أن مساعد بن لادن أيمن الظواهري شخصية حاسمة وجادة, ويفتقد لكاريزما وقوة الشخصية القيادية لبن لادن الذي اعتاد علي قيادة عدة فصائل وأفرع وتنظيمات للقاعدة. وأشارت ال أسوشيتدبرس في تقرير لها إلي أن القاعدة أثبتت أن هناك شيئا واحدا قادرة علي القيام به هو تكيفها وتجاوبها لأي ظروف, فقد اعتاد أعضاء التنظيم علي تجنب استخدام المحمول لمنع وصول أعين وجواسيس المخابرات الأمريكية لهم. وأوضحت الوكالة أن مقتل بن لادن سوف يؤثر علي القاعدة ويلحق بها أضرارا سيكولوجية أكثر منها علي مستوي عمليات التنظيم الإرهابية مشيرة إلي أن الظواهري يدير ويقود القاعدة منذ عدة سنوات, بينما عزل بن لادن نفسه عن العالم, حيث تجنب استخدام المحمول والانترنت, كما عمل علي استخدام أكثر من مرسال لارسال رسائل لأعضاء القاعدة برغم أن تلك الآلية قديمة وغير حديثة. وأشارت الاسوشيتدبرس إلي أن أكبر تهديد للقاعدة تواجهه الولاياتالمتحدة في اليمن وليس في باكستان وأفغانستان ومعاقل التنظيم. وقالت الوكالة إن قاعدة اليمن استطاعت عمل أشياء وتنفيذ عمليات لم ينجح بن لادن في عملها. في الوقت نفسه, أكد دميتري روجوزين المندوب الدائم لروسيا لدي حلف شمال الاطلنطي( الناتو) أن تصفية بن لادن هي نجاح سياسي كبير, مشيرا إلي أن هذا الحدث لن يؤثرعمليا في قيادة القاعدة. وقال روجوزين إن شخصية بن لادن تعتبر رمزية من ناحيتين, اذ انه رمز للمجاهدين الذين يعبدون عقيدة الحقد علي الانسان وتقول إن من الواجب القضاء علي كل الكفار, ومن جهة اخري يعتبر رمزا هاما للولايات المتحدة نفسها التي تصفه بالعدو رقم.1 وأضاف أنه بوسع امريكا ان تنام الآن بهدوء بعد أن انتقمت من بن لادن لما قام به في11 سبتمبر عام2001, ولفت إلي أن التصفية الناجحة لبن لادن هي بند مهم في اجندة السباق الانتخابي الرئاسي القادم. واوضح انه فيما يتعلق بالمنظمات الارهابية السرية فان بن لادن قد ابتعد منذ زمن عن القيادة العملية وكان يلعب دورا رمزيا فقط, اما تصفيته فستثير الرغبة في الثأر من جانب الارهابيين, دون ان تؤدي إلي تصفية منظومة قيادة القاعدة, معربا عن اسفه لظهور جيل جديد من الشباب المتعصبين في محيط بن لادن خلال10 سنوات من البحث عنه, وسيبقي اسامة بعد موته- كما هو الامر في حياته- رمزا للايديولوجية الراديكالية المتطرفة.
