علموا أبناءكم منذ نشأتهم أن طريق الله ومحبته ليس إلا طريق الرسول صلي الله عليه وسلم, ألم يقل سبحانه قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم علموا أبناءكم أن طريق الجنة هو اتباع نهج المصطفي صلي الله عليه وسلم وقد كان منهجه الإحسان إلي الخلق والرحمة معهم, حتي غير المسلم كان النبي يعامله بالحسني, وقد أمرنا الله تعالي فقال وقولوا للناس حسنا والخطاب للناس عامة فأمرنا الله بالقول الحسن الطيب لهم, كما أن الله لم ينهنا عن بر غير المسلمين ووصلهم وإهدائهم بل وقبول الهدية منهم فقال سبحانه لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين في هذه الآية جواز بر من لم ينصب الحرب للمسلمين والإحسان إليهم وعدم إيذائهم, بل إنها تعتبر دستور العلاقة بين المسلم وغيره في المجتمع الواحد, وقد طبق النبي صلي الله عليه وسلم هذا فكان قرآنا يمشي علي الأرض فقبل منهم الهدايا ومن ذلك ما ورد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال أهدي كسري لرسول الله فقبل منه وأهدي له قيصر فقبل وأهدت له الملوك فقبل منها أخرجه أحمد, بل إن الله أمرنا بالإحسان دائما فقال إن الله يأمر بالعدل والإحسان فلم يقل الإحسان إلي المسلمين خاصة بل ترك الحكم عاما لكل البشر لأنهم عباده خلقهم بيديه وهو وحده من له التصرف وله سبحانه في خلقه شئون. علموا أبناءكم كيف كان خلق الرسول صلي الله عليه وسلم فقد زكاه الله فقال وإنك لعلي خلق عظيم والنبي صلي الله عليه وسلم قال إننبعثت لأتمم مكارم الأخلاق والإحسان إلي الغير حتي وإن كان مشركا من مكارم الأخلاق, وإن استجار بك كافر فأجره, وإن استعان بك فأعنه, وإن احتمي بك فلا تخذله. علموا أبناءكم أن الإرهاب لا يمكن أن يكون وليد الأديان بل هو وليد العقليات الفاسدة والقلوب القاسية, فالقلب الذي يعرف ربه لا يعرف الإرهاب ولا الفساد ولا تخريب المجتمع. علموا أبناءكم أن الإسلام دين تسامح وتعايش سلمي مع كل البشر, بل ينظر الدين الإسلامي للإنسان علي أنه مخلوق مكرم دون النظر إلي دينه أو جنسه كما قال تعالي ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم علي كثير ممن خلقنا تفضيلا. علموا أبناءكم أن السلام اسم من أسماء الله تعالي, بل هو تحيته إلي عباده, وأمرهم أن يجعلوا السلام تحيتهم فكان السلام شعار المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها, والإنسان مهما كان معتقده له حق العيش في سلام وأمان داخل وطن المسلمين, والله سبحانه يحرم الظلم ويقبحه فيقول في محكم آياته ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار وحذر النبي صلي الله عليه وسلم من ظلم غير المسلمين من أهل العهد والذمة فقال من ظلم معاهدا أو انتقصه حقا أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس منه, فأنا حجيجه يوم القيامة رواه أبو داود في سننه. علموا أبناءكم أن الإرهاب ليس من الإسلام فليس لمجرد أنه صدر من مجموعات تنسب نفسها إلي الإسلام يصبح حقيقة, فهؤلاء الإرهابيون ينطبق عليهم قوله تعالي ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله علي ما في قلبه وهو ألد الخصام, وإذا تولي سعي في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد. علموا أبناءكم أن دين الإسلام ليس دين قتل ودمار بل دين رحمة وتسامح وسلام.. نسأل الله أن يسلم أبناءنا ويلهمهم الرشد والصواب ويجعل أوطاننا في أمن وأمان ومحبة وسلام.