قال تامر حنفي المذيع بقطاع الأخبار في ماسبيرو, والذي تم وقفه عن العمل مؤخرا إنه تعرض للإيقاف لأنه نقل الحقيقة كما رآها أمام المبني, مؤكدا أن مسئولين في القناة يفرضون رقابتهم باسم القوات المسلحة علي غير الحقيقة. وأضاف تامر في حواره مع الأهرام المسائي أن مذيعو ماسبيرو تعرضوا لإهانات من الجمهور نتيجة عدم ذكر الحقيقة أثناء الثورة كاشفا أن المسئولين دأبوا علي إخافة المذيعين بالأوامر العليا من الأجهزة الأمنية دون تعليمات رسمية. وذكر تامر عددا من الامور التي تحدث داخل المبني في الحوار التالي * ما هي أسباب إيقافك عن العمل؟ ** كنت علي موعد لحلقة في برنامج من القاهرة يوم الاثنين الماضي, وقبل أن أحضر إلي التليفزيون فوجئت بأعداد كبيرة من مؤيدي الرئيس المخلوع علي غير المعتاد حيث كانوا قبل ذلك لا يتعدون العشرات من الأفراد, وفي المقابل وجدت المطالبين بمحاكمته, وتطور الأمر, إلي وجود الجيش لحمايتهم وتوقف الطريق المؤدي الي التليفزيون, وهو ما جعل الأمر لافتا للنظر, وقبل البدء في برنامجي تحدثت مع أحد المسئولين في القناة, وقلت له لابد وأن نعرض الأمر بحياديه فقال لي سوف نفعل ذلك, ثم فوجئت به قبل البرنامج بدقائق يقول لي إننا لن نتحدث عن هذا الأمر فقلت له: أنا متأسف وسأتحدث عن الموقف في البرنامج وأنا متحمل المسئولية, فوجدته يحذرني بأن هذه أوامر من القوات المسلحة, ولكنني كنت علي إصرار في موقفي. * لكنك بذلك لم تنفذ الأوامر؟ ** لا أنا لم أرض الاستخفاف بعقلي لأنني كنت واثقا أن القوات المسلحة لن تنزل لمثل هذه الأمور الصغيرة, ففي السابق كانوا يخيفوننا بأمن الدولة والمخابرات والوزير وغيرها واكتشفنا بعد ذلك أنه لم تكن هناك تحذيرات من هذه الجهات إلا في الأمور الثقيلة, ولذلك تعرضت للاستفزاز من محاولة تهديدي بالجيش بل وأقسمت له بالله أنني سأخرج علي الهواء وأقول إن هناك مظاهرات مؤيدة للرئيس المخلوع, وأبلغت فريق عمل البرنامج بما سأقوله حتي لا يفاجأوا بما يحدث, وبالفعل قلت كل ما أريده في البرنامج. * وهل صدر قرار الإيقاف بعد البرنامج؟ ** كانت الأمور هادئة جدا بعد البرنامج وهو ما جعلني أشعر بعدم وجود أي مشاكل, مما شجعني للمجيء إلي برنامجي الصباحي صباح جديد وانتهيت من البرنامج الساعة العاشرة مساء, فوجئت باتصال الساعة الثانية عشرة ظهرا من رئيسي في العمل يبلغني فيه بقرار وقفي لأجل غير مسمي فقلت له: هل هذا القرار رسمي؟ فأجابني: غير رسمي إلي أن نستمع لشهادة زملائك خاصة أن زميلك أنكر أن يكون قد حذرك من القوات المسلحة, والحقيقة لم أصدق واتصلت به وواجهته فوجدته ينكر ويقول لي: أنا قلت لك جايز أن تكون القوات المسلحة غير مرحبة بذلك وعلي الفور أغلقت الهاتف, وكتبت شكوي ضده بما قاله لي واستشهدت ببعض زملائنا الموجودين وقتها وكانوا شاهدين علي الحوار بيننا وهم أحمد نديم مذيع في قناة النيل للأخبار وريهام البهي وليلي عبدالمنعم. * ألا تري أنه من الغريب أن تصر علي إذاعة خبر عن مؤيدي الرئيس المخلوع وأن تصر وهو فئة قليلة؟ ** الموضوع ليس مسألة مؤيدين أو معارضين, ولكن نقل الخبر مهما كان, ويكفي أن زملاءنا خلال الفترة الماضية كانوا يتعرضون لإهانات من الثوار لأننا لم نقف إلي جانبهم, وكان آخرها بعد التنحي حينما وقف20 ألف متظاهر يهددون العاملين بماسبيرو ونزلت لهم أنا ومساعد مخرج وتحدثت معهم وشرحت لهم موقفنا وتفهموا ذلك ولم ألق كلمة شكر من أحد, بالإضافة إلي أننا منعنا من النزول أو دخول التليفزيون وظل زملاؤنا محبوسين بالداخل, هذا إلي جانب الأقباط الذين هاجمونا لأننا لم نعرض مشكلاتهم في التظاهرات الأخيرة, وأخيرا مؤيدو الرئيس السابق فسألت نفسي إذا كان الشعب المصري كله يهاجمنا إذن من يشاهدنا؟ فلماذا تكون الرقابة دائما مفروضة علينا في كل كلمة نقولها؟, لماذا كل مسئول يريد أن يبيض وجهه تكون هذه مسئوليتنا؟ بينما القنوات الفضائية الخاصة تقول ما تشاء, وأتمني أن تحمينا القوات المسلحة وتبيض وجهنا أمام الجمهور خاصة أننا لا نجد من يحمينا. * ماذا حدث بعد ذلك؟ ** اجتمع معي إبراهيم الصياد رئيس القطاع بحضور رئيس القناة وزميلي المشار إليه في الواقعة وتحدث معي فاستعنت بالشهود الذين اكدوا ما قلته, وتمت تسوية الموضوع علي ألا يتكرر ذلك مرة أخري, ثم أمر بعودتي إلي العمل مرة أخري.