قبل أن ينهي دونالد ترامب مراسم التنصيب, وفيما أدي مع السيدة الأولي ميلانيا ترامب رقصتهما الاحتفالية في الساعات الأخيرة من مساء الجمعة, كانت الشرطة الأمريكية بالمقابل تواصل تصديها لمحتجين خرجوا في مسيرات حاشدة, فور أداء اليمين الدستورية,شهدت إتلاف عدد من الممتلكات العامة والخاصة,وواجهات مبان ومحال تجارية. فلم تقتصر ليلة تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب, رئيسا للولايات المتحدةالأمريكية,علي مظاهر الاحتفال والبهجة فقط,إذ شهدت فيها شوارع وميادين واشنطن وعدد من الولاياتالأمريكية احتجاجات عنيفة متفرقة,هي الأولي من نوعها في تاريخ الولاياتالمتحدةالأمريكية,إذ لم تخرج أي احتجاجات ضد انتخاب رئيس جديد في أول أيام ولايته بشكل مماثل. وفي الوقت الذي خرج موكب العرس الاحتفالي للرئيس الجديد ليزف من الكونجرس إلي البيت الأبيض,مصحوبا بآلاف الأمريكيين الذين حملوا لافتات الترحيب والتأييد, التزمت الشرطة الأمريكية بالدفاع عن شرعية الرئيس المنتخب, وتصدت بقوة لأعمال عنف وتخريب في واشنطن, بعد اشتباكات أسفرت عن إصابة6 شرطيين,واعتقال217 من مثيري الشغب..فكانت بمثابة ليلة دامية علي شرف ترامب..حيث انحازت قوات الأمن لدونالد وأظهرت العين الحمرا لرافضي حفل التنصيب..فكانت الاحتجاجات تواجه الاحتفالات في أول يوم للرئيس الجديد. وفي دلالة علي أن ولايته الرئاسية ربما تكون الأصعب في تاريخ الولاياتالمتحدةالأمريكية, وعلي طريقة اقتلوه قبل أن يتكاثر, تواصلت الاحتجاجات بالتزامن مع إجراءات التنصيب المتتالية, إذ حمل المشاركون في المظاهرات المناهضة لاترامب داخل واشنطن لافتات, من بينها قاوموه..نحن أكثر, وأخري حملت عبارات بذيئة ضد الرئيس ال45 للولايات المتحدةالأمريكية, كما ردد المشاركون هتافات لتأكيد رفضهم تنصيب ترامب رئيسا للبلاد..وبينما يخاطب ترامب الأمريكيين..كانت الشرطة تواصل اعتقال المحتجين. ووقعت مناوشات بين محتفلين وآخرين معارضين لتنصيب ترامب في شوارع واشنطن,فيما خرجت مسيرات التف خلالها المتظاهرون بعلم الاتحاد السوفيتي,في إشارة إلي رفضهم التقارب المحتمل بين الرئيس الجديد وموسكو,وعلي بعد أقل من كيلو مترين من الاحتجاجات,وتحت حراسة28 ألف ضابط وجندي أمريكي,خرج موكب الرئيس من مبني الكونجرس الأمريكي, في وقت اصطف فيه المحتفلون بتنصيب ترامب علي جانبي الطريق, الأمر الذي دفعه للنزول مع أفراد أسرته من سياراتهم والسير وسط الحشود لتوجيه التحية لهم. أما كلمة ترامب كانت بمثابة يوم سيئ علي المسلمين, فهو لم يذكر المسلمين إلا عند توعده بإبادة ما أسماه الإرهاب الإسلامي الأصولي,حيث إن ترامب بدا غير مبال بالأسباب التي تسهم في ازدهار تنظيمات إرهابية مثل تنظيم داعش, بل إن الخطاب يمثل أفضل دعاية لأتباع التنظيم المسلح, غير أن وعد الرئيس الأمريكي بإنهاء وجود التيارات الإسلامية الأصولية أمر غير قابل للتحقق,وذلك لأن ترامب لا يعلم كيفية تنفيذ هذا الأمر,خاصة إذا لم تجمعه علاقة جيدة بالمسلمين داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية,بعيدا عن العلاقة مع باقي المسلمين في الدول الأخري. وبالنظر إلي ردود فعل الساسة في الساحة الدولية,فهناك سياسيون مثل رئيسة وزراء بريطانيا تريزا ماي,التي بدأت تتخذ مسارا مضادا للقضية الفلسطينية;للاتفاق مع مساعي إدارة الرئيس الأمريكي الجديد, وهناك أيضا أنظمة عربية تحرص علي مهادنة الرئيس الجديد,وبالطبع هناك إسرائيل التي يمثل لها دونالد فرصة ذهبية لتطبيق سياساتها المصادرة للأراضي الفلسطينية بشكل غير قانوني,حيث تجاهل ترامب في خطابه لقيم مثل العدالة والتعاطف وحقوق الإنسان, بينما برز التناقض بين قوله إن النخبة لن تحكم أمريكا مجددا,وأن الحكم سيكون للشعب فقط, في حين أن كل أعوانه وأدواته للوصول إلي البيت الأبيض استمدت من النخبة وليس من القواعد الجماهيرية.