تشهد مصانع التطريز والملابس الجاهزة بمدينة المحلة الكبري بمحافظة الغربية حاله من الركود والانهيار بعد توقف أكثر من70% من مصانعها وأصبح عمالها مهددون بالتشرد وذلك بسبب ارتفاع أسعار الخام وتراجع زراعة القطن, فضلا عن غزوالمنتجات الصينية التي تباع بأرخص الأثمان. يؤكد أشرف غانم صاحب مصنع تطريز أنه من ضمن المشكلات التي تواجه الصناعة بالمحلة هوعدم ثبات سعر الدولار وهوما يتسبب في تراجع حركة البيع والشراء وتراكم الديون وبالتالي يضطر صاحب المصنع لغلقه وتشريد العمال, مشيرا إلي أن كثيرا من أصحاب المصانع اتجهوا إلي بيع الماكينات وغيروا نشاطهم بما يضمن لهم دخلا مجزيا أكثر من دخل المصانع التي توقفت. ويشير عبده الفقي صاحب مصنع إلي أن آلاف العمال مهددون بالتشرد وكل عامل يتحمل نفقات أسرة مكونة من أربعة خمسة أفراد علي الأقل وذلك بسبب انهيار صناعة التطريز والملابس الجاهزه بمدينة المحلة الكبري بسبب مافيا تهريب المنسوجات والأقمشة داخل السوق المحلية وبيع المنتجات المستوردة بأسعار تقل كثيرا عن سعر المنتج الوطني علاوة علي ذلك ارتفاع الخامات لأكثر من الضعف حيث أن بكرة الخيط ارتفع سعرها إلي24 جنيها بعد أن كانت لا تتعدي ال7 جنيهات, الأمر الذي يؤدي إلي تدمير الصناعة الوطنية. ويضيف الحاج عيد البطل صاحب مصنع تطريز بقرية بلقينا أن حالة الركود والانهيار ترجع إلي تحول التهريب للمنسوجات المصرية إلي تهريب بشكل قانوني حيث يتم استيراد كميات كبيرة من المنسوجات لتصنيعها وإعادة تصديرها ولكن في النهاية لا يتم تصدير سوي50% منها والباقي يدخل في السوق مهربا عن طريق استغلال نسبة الفاقد التي تحددها وزارة الصناعة لهذه المصانع بدون دفع أي رسوم جمركية وبالتالي يكون المستورد أقل سعرا من المنتج المحلي ويقول حازم الجندي صاحب مصنع بقرية محلة أبوعلي: نضطر للعمل في المواسم وقمنا بتسريح أغلب العمالة.. والعمل وردية واحدة لقلة الإقبال علي المنتج المحلي والآن نعاني عدم قدرتنا علي توفير رواتب العمال, الأمر الذي جعل أغلب المصنعين يفكرون في غلق المصانع والتحول لاستيراد الملابس من الخارج لتحقيق ربح يفوق أضعاف الصناعة المحلية وذلك بسبب رخص المنتجات الصينية بالمقارنة بالمنتج المصري أوالعمل علي تكاتك لنحقق ربح نستطيع به التعايش مع الواقع وموجة الغلاء. ولفت ياسر الشيخ صاحب مصنع الانتباه إلي أن عددا كبيرا من أصحاب هذه المهنة يتراكم عليهم الديون بعد جشع التجار وغلاء أسعار المواد الخام وارتفاع أسعار الكهرباء ورواتب العمال مما جعلهم يلجأون للاعتماد علي أنفسهم وذويهم فكل صاحب مشغل يعمل هووزوجته وأولاده وأقاربه توفيرا للنفقات, فبعد أن كنا نقضي علي البطاله في مدينة المحله الكبري أصبح شبح البطالة يخيم علي المدينة بعد ان كانت معروفة بقلعة الصناعه في الشرق الأوسط. ومن جانبه أكد أحمد ضيف صقر محافظ الغربية أننا نعمل جاهدين لحل مشاكل مصانع التطريز والملابس الجاهزة بالمحلة الكبري حيث إنها تعتبر قلعة الصناعة المصرية, وانه سيتم انشاء منطقة صناعية كبري تضم كل هذه المصانع وتوفير المناخ الملائم وحل هذه المشكلات ولا يمكن أن نتجاهل هذا الصرح الاقتصادي العظيم.