أعلن نشطاء في مجال حقوق الانسان ان قوات الامن السورية قتلت بالرصاص49 شخصا علي الاقل من المحتجين المؤيدين للديمقراطية أمس الجمعة. وقالت منظمتان حقوقيتان سوريتان تحصران عدد القتلي المدنيين لرويتر ان القتلي سقطوا في ضواح ومدن تحيط بدمشق وفي حمص بوسط البلاد وفي مدينة درعا الجنوبية. كما لقي ثمانية اشخاص مصرعهم, وأصيب28 اخرون خلال مواجهات مع القوات المسلحة السورية وبعض المجموعات المسلحة في عدة مناطق في سوريا في اعقاب المظاهرات. وصرح مصدر مسئول من القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة بأن مجموعة من الاشخاص- بينهم مسلحون- اندفعوا أمس من الطرف الشمالي لمدينة' ازرع بريف' درعا مستخدمين الدراجات النارية والسيارات وتوجهوا نحو وسط المدينة وهاجموا عناصر الحراسة في مديرية منطقة ازرع بالحجارة ثم قام بعضهم باطلاق الاعيرة النارية فتصدت لهم عناصر الجيش وردوا علي مصادر النيران فلاذت المجموعة بالفرار. وسمع لاحقا اطلاق نار من سيارة مدنية كانت في مؤخرة لمجموعة يستقلها بعض الملثمين الذين فتحوا النار بشكل عشوائي ما ادي الي مقتل ثمانية اشخاص وجرح ثمانية وعشرين اخرين من المجموعة ومن عناصر الجيش. واضاف المصدر ان مجموعة اخري من راكبي الدراجات النارية تحركت من بلدة الحراك باتجاه نقطة مراقبة عسكرية تقع بين بلدتي' المليحة الغربية' و'الحراك' وفي نفس الوقت اتجهت مجموعة راجلة من بلدة' المليحة الغربية' والقري المجاورة باتجاه النقطة العسكرية المذكورة حيث كان معظم افراد المجموعتين يحملون السكاكين والعصي وبعض العبوات المملوءة بالبنزين اضافة الي عبوات بلاستيكية مليئة بسائل احمر وهاجموا نقطة المراقبة العسكرية فتصدت لهم عناصر الجيش واطلقوا عيارات تحذيرية في الهواء فتفرقوا باتجاه بلدة الحراك من دون وقوع اي اصابة وفي بلدة المعضمية في ريف دمشق اعتدت مجموعة اجرامية مسلحة علي موقع عسكري فتصدت لها عناصر الموقع ما ادي الي وقوع اصابات. وأفاد التليفزيون الرسمي السوري بأن عددا من المناطق في العاصمة دمشق وعدة مدن سورية تعرضت لأعمال تخريب للممتلكات الخاصة والعامة وعمليات نهب من قبل من وصفهم بالمسلحين والمخربين خلال التظاهرات التي جرت أمس. وبث التليفزيون السوري في نشرته الاخبارية مساء أمس صورا لبعض أعمال التخريب التي جرت في اعقاب التظاهرات في منطقة الحجر الأسود بالقدم وهي من المناطق القريبة في دمشق حيث قامت عناصر اجرامية مخربة بنهب الممتلكات الخاصة لبعض المحلات وسرقة بعض المنازل. وأشار الي أنه جري الاعتداء علي سيارات الإطفاء اثناء قيامها بتأدية مهامها في منطقة جوبر بناء علي بلاغ لأحد المواطنين الا ان سيارات الإطفاء ولدي وصولها الي المنطقة فوجئت بتظاهرات الأمر الذي استدعي منها تحويل مسارها الا ان المتظاهرين وبعضا من المخربين والمجموعات المسلحة اطلقت النيران علي سيارات الاطفاء وقذفها بالحجارة مما أدي الي تهشم سيارة الاطفاء واصابة ثلاثة من الاطفائيين بإصابات مختلفة احدهم حالته خطرة. في الوقت نفسه, أهابت وزارة الداخلية السورية بالمواطنين عدم التظاهر الا بعد الحصول علي إذن من الجهات المختصة تطبيقا لقانون التظاهر السلمي الذي اصبح معمولا به منذ اعلان الرئيس بشار الأسد امس الخميس الغاء قانون الطواري, وذلك حرصا علي ضمان سلامة المتظاهرين وممارسة هذا الحق بشكل حضاري. ويأتي هذا الاعلان في اعقاب اول جمعة في سوريا بدون طواريء منذ مايزيد علي الاربعين عاما والتي اطلق عليها' الجمعة العظيمة' تأكيدا من الداعين اليها عبر شبكات التواصل الاجتماعي علي الوحدة الوطنية. وعلي الرغم من الاجراءات المتسارعة التي اتخذتها القيادة السورية علي مدي الايام القليلة الماضية من تشكيل حكومة جديدة والغاء لقانون الطواريء والغاء محاكم امن الدولة العليا والحق في تنظيم التظاهر السلمي كحق من حقوق الانسان وفقا لما ورد في الدستور السوري الا ان عدة مدن سورية شهدت أمس الجمعة عقب اداء الصلاة العديد من التظاهرات المتفرقة والتي اختلفت التقديرات حول اعدادها وفقا لمصادر رسمية سورية وكانت تنادي بالحرية والتحية للشهيد اضافة الي شعارات اخري. وعلي صعيد ردود الفعل الدولية, حث البيت الأبيض الحكومة السورية أمس علي وقف العنف ضد المتظاهرين ودعا دمشق إلي الوفاء بوعود الإصلاح. وجاءت تلك التصريحات في الوقت الذي قتلت فيه قوات الأمن السورية بالرصاص عشرات المحتجين وفق ما ذكره نشطاء في أكثر الأيام دموية خلال شهر من الاحتجاجات المتصاعدة ضد الرئيس بشار الأسد. وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الأبيض للصحفيين اثناء عودة الرئيس باراك اوباما جوا من كاليفورنيا إلي واشنطن' نأسف لاستخدام العنف.' ودعا كارني الحكومة السورية إلي' التوقف والكف عن استخدام العنف ضد المحتجين' والوفاء بوعود الإصلاح. كما أدان وزير الخارجية البريطاني وليام هيج أعمال العنف. وقال هيج' أدين أعمال القتل غير المقبولة التي قامت بها قوات الأمن ضد المتظاهرين في سوريا'.ودعا قوات الأمن في سوريا الي ممارسة ضبط النفس بدلا من القمع كما دعا السلطات السورية الي احترام حق الشعب في التظاهر السلمي. وأشار الوزير البريطاني الي أهمية التزام الحكومة السورية بالتعامل الإيجابي مع الطلبات المشروعة للشعب السوري. وقال إن الإصلاح السياسي يجب أن يبدأ بشكل فوري ودون أي تأخير..يجب أن يتم رفع قانون الطوارئ بالفعل وليس فقط بالقول'.